ما هكذا تكون
الملاحظة
الحَمْدُ للَّه، وَالصَّلاة والسَّلام عَلَى رسُول اللَّه نبيِّنا مُحمَّدٍ
وآلِهِ وصَحْبه ومَنْ وَالاهُ، وبَعْد:
فَقَد اطَّلعت فِي جَريدة المَدينة العدد 12426 الصَّادر فِي يوم
الثُّلاثاء 15/ 12/ 1417هـ، عَلَى ما لاحَظهُ الأُستاذُ: رَجاءُ بْن أحمد جمال،
عَلَى مَنْهج التَّوحيد والفِقْهِ المُقرَّرين عَلَى طَالبَات الصَّفِّ السَّادس
الابتدائيِّ، وقَدْ جاء فيه ما يَلي مَعَ التَّعقيب عَلَيْه:
1- قولُهُ: إنَّ غَايَة العِلْمِ
تَهْذيب النَّفس، وتَبْصير القَلب، وتَنْوير العقل، وأقُولُ: إنَّ هَذِهِ الأشياءَ
الَّتي ذَكَرها لَيْست هي الغَايَة من العِلْمِ، بَل الغَاية من العِلْمِ تَصْحيح
الاعْتقَاد، وتَقْويم العَمَل عَلَى المَنْهج السَّليم، ولذَا فإنَّ العِلْمَ
بدُون العَمَل الصَّالح لا يُجْدي شيئًا، وإنَّما يَكُون حُجَّةً عَلَى صاحبِهِ،
ويَكُون أوَّل مَنْ تُسعَّر بهم النَّارُ يَوْم القيَامة كَمَا صحَّ فِي
الحَدِيثِ.
2- قولُ الأُستاذ: فبَعْضُ المَوَاضيع
المُقرَّرة فيهما إمَّا أنَّها - مع سَوْق أدلَّتها من القُرْآن والسُّنَّة -
تَحْتاجُ إِلَى شَرْحٍ وافٍ؛ لأنَّ الاكْتفَاءَ بذَلِكَ الدَّليل من القُرْآن
الكَريم، والسُّنَّة النَّبويَّة المُطهَّرة لا يُجْدي نفعًا، ولا يُرسِّخُ علمًا.
وأقُولُ: أوَّلاً: سَامَحك اللَّهُ يا أخُ رجاء،
كيفَ يَكُون سَوْقُ الأدلَّة من القُرْآن والسُّنَّة لا يُجْدي نفعًا؟! فإنَّ
اللَّه سُبحانهُ جَعَل كتابَه وسُنَّة نبيِّه هُدًى وشفاءً يَنْتفعُ بِهِما مَنْ
يَسْمعُهُما ويَقْرؤُهُما إِذَا كَانَ السَّامعُ وَالقارئُ عربيًّا، والشَّرحُ
والتَّوضيحُ يحصُلُ بِهِما زيادةُ فَهْمٍ، لا أنَّ الانْتفَاع
الصفحة 1 / 325