التحذير من كتاب
«هزيمة الفكر التكفيري» لخالد العنبري
مجلة الدعوة عدد
1749- 4 ربيع الآخر 1421هـ
الحَمْدُ للَّه وَحْده، والصَّلاة والسَّلام عَلَى مَنْ لا نبيَّ بَعْده،
نبيِّنا مُحمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبه، وبَعْد:
[وضوح عقيدة أهل السُّنَّة]
فَإنَّ عَقيدَةَ أَهْل السُّنَّة وَالجَماعَة عَقيدةٌ وَاضحةٌ صَافيةٌ، لاَ
لَبْسَ فيهَا، ولاَ غُمُوضَ؛ لأنَّها مَأْخُوذةٌ من هَدْي كتَاب اللَّه، وسُنَّة
رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قَدْ دُوِّنَتْ أُصُولها ومَبَانيها فِي كُتُبٍ
مُعْتمدةٍ تَوَارثها الخَلفُ عن السَّلف، وتَدَارسُوها وحرَّرُوها وتَوَاصوا
بِهَا، وَحثُّوا عَلَى التَّمسُّك بها، كَمَا قَالَ: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ
مِنْ أُمَّتِي عَلَى الحَقِّ ظَاهِرِينَ، لاَ يَضُرُّهُم مَنْ خَذَلَهُم وَلاَ مَن
خَالَفَهُم حَتَّى يَأتِيَ أَمرُ اللهِ » ([1])، وهَذَا أمرٌ لا شكَّ فيه، ولا جدالَ حَوْلهُ.
[ظهور نابتة تنازع عقيدة أهل السُّنَّة في
الإيمان]
إلاَّ أنَّهُ ظَهَرت فِي الآونَة الأَخيرَة نَابتةٌ من المُتعَالمين جَعَلت بَعْض أُصُول هَذِهِ العَقيدَة مجالاً للنِّقاش والأَخْذ والرَّدِّ، ومن ذَلِكَ قَضيَّة الإيمَان، وَإدْخَال الإرْجَاء فِيهِ، والإِرْجَاءُ - كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ - عَقيدةٌ ضالَّةٌ تُريدُ فَصْل العَمَل، وإخْرَاجه عن حَقيقَة الإيمَان، بحيثُ يُصبحُ
الصفحة 1 / 325
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد