×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

 أكثر من قضية

الحَمْدُ للَّه، وَالصَّلاة والسَّلام عَلَى نبيِّنا مُحمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبه ومَن اهْتدَى بهُدَاهُ، أمَّا بَعْدُ:

فَهَذِهِ قَضَايا تُروَّجُ فِي السَّاحَة، وتَخْتلفُ وِجْهَات النَّظر حَوْلها، وَيَتَناولُها الكبيرُ والصَّغيرُ، والعَالِمُ والجَاهلُ، والنَّاصحُ والمُغْرضُ؛ ممَّا يُسبِّبُ تَشْويشًا عَلَى الأفْكَار، وَحيرةً بَيْن النَّاس، وهَذِهِ القَضَايا:

أوَّلاً: قَضيَّةُ تَوْجيه الشَّباب:

لاَ شكَّ أنَّ الشَّبابَ هُمْ عِمَادُ الأُمَّة بَعْد اللَّه، والأعْدَاءُ يُركِّزُون عَلَيْهم أكْثَر ليُضلُّوهُم عَنْ سَواء السَّبيل حتَّى تَخْسرهُم أُمَّتهم، تارةً بتَرْويج الأفْكَار الهَدَّامة، وَتارةً بتَرْويج المُخدِّرات، وتارَةً بالإغْرَاء بالشَّهوات، وتارةً بالخُرُوج عَلَى مُجْتمعهم، وَمُحَاولة تَدْميره، وَالإخْلاَل بأَمْنه، وَتارةً ببثِّ المَنَاهج الحزبيَّة والتَّفرُّقات الجَماعيَّة حتَّى يُصْبح ﴿كُلُّ حِزۡبِۢ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ [المؤمنون: 53].

وَلاَ شكَّ أنَّهُ يَجبُ عَلَى الأُمَّة حِيَالَ هَذِهِ التَّوجُّهات المُخْتلفة حمَاية شَبَابها منهَا، وأوَّلُ مَنْ يُخَاطب بذَلِكَ الوَالدَان، فهُمَا المُربِّيان الوَحيدَان للطِّفل فِي أوَّل نشأتِهِ، قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ» ([1])، واللَّهُ تَعَالَى يقُولُ لهَذَا المَوْلُود إِذَا كَبُرَ: ﴿وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا [الإسراء: 24].


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1359)، ومسلم رقم (2658).