×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

ثُمَّ عَلَى المُدرِّسين قِسْطٌ أكْبَر من تَوْجيه الشَّباب، وَهُمْ عَلَى مَقَاعد الدِّراسَة؛ فَالطَّالبُ يَتأثَّرُ بأُسْتاذه، وتَنْطبع فِيهِ مُمَارساتُهُ؛ لأنَّهُ يرَى فيه القُدْوةَ والمُوجِّه، فَعَلى المُدرِّس أن يَغْرس فِي الطَّالب العَقيدةَ الصَّحيحةَ والمنهجَ السَّليمَ وَالأَخْلاقَ الفَاضلَة، والسَّير عَلَى مَنْهج السَّلف الصَّالح، كَمَا قَالَ الإمَامُ مَالكٌ رحمه الله: «لاَ يصلحُ آخِر هَذِهِ الأُمَّة إلاَّ مَا أَصْلح أَوَّلها».

ثُمَّ عَلَى المُجْتمع عُمُومًا، وَعَلَى العُلَماء خُصُوصًا العنَاية بتَوْجيه الشَّباب، ومُقَاومة الأفْكَار الوَافدَة، والمَنَاهج المُنْحرفة، وَبَيان ما فيهَا من تَضْليلٍ وتَلْبيسٍ ومكرٍ وخداعٍ، وَعَلَى وُلاَة الأُمُور - وَفَّقهُم اللَّهُ - بمَا أعْطَاهُم اللَّهُ من السُّلطة، وحَمَّلهُم منَ المسؤُوليَّة، المُحَافظة عَلَى شَبَاب الأُمَّة، ومَنْع تَسرُّبات الأفْكَار الدَّخيلة والمَنَاهج المَشْبُوهة، وَدُعاة الضَّلال إلَيْهم، فإِذَا تَظَافرت الجُهُودُ، وبُذلَت الأَسْبَابُ، حَصَلت النَّتائجُ الطَّيِّبةُ بإِذْنِ اللَّهِ ﴿وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهۡدِيَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ [العنكبُوت: 69].

ثَانيًا: قَضيَّة الحوَار والمُنَاظرة:

نَسْمعُ فِي هَذِهِ الأيَّام المُطَالبة بفَتْح بَاب الحوَار وَالمُنَاظرة، وأنَّ ذَلِكَ سَبيلٌ للإصْلاَح وَالتَّفاهُمْ، وَنقُولُ: لاَ شكَّ أنَّ الحوارَ المُثمرَ، والمُناظرَةَ الجادَّة، إِذَا كَانَ يُقْصدُ بهما بيَان الحقِّ، والدَّعوة إلَيْه، أنَّ ذَلِكَ ممَّا أَمَر اللَّهُ به.

قَالَ تَعَالَى: ﴿وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ [النَّحل: 125].

وقَالَ تَعَالَى: ﴿قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ [البقرة: 111].


الشرح