بل الدَّعوة إِلَى
التَّوحيد فِي كُلِّ المُجتمعات
الحَمْدُ للَّهِ، وَالصَّلاة والسَّلام عَلَى نبيِّنا مُحمَّدٍ وآلِهِ
وصَحْبه وبَعْد:
فَقَد اطَّلعتُ عَلَى كَلمَةٍ قيِّمةٍ تحت عُنْوان: «أولويَّات الدَّعوة
إِلَى اللَّه» بتَوْقيع الأَخ الفَاضل: أحْمَد بْن فائع أَحْمد الألمعي؛ وذَلِكَ
فِي مجلَّة الدَّعوة العدد: (1591) 9/ محرم/ 1418هـ. قَالَ فيهَا: «وَمَنْ يَفْشُو
فيهم حُبُّ الشَّهَوات والمَلذَّات لاَ نُقَاومُهُم بالدَّعوة إِلَى التَّوحيد؛
لأنَّ التَّوحيدَ مُتمكِّنٌ لَدَيهم، فعَلَيْه أن يُحَارب هَذِهِ الشَّهوات،
ويَنْتزعُها من نُفُوسهم، وأقْرَبُ مِثَالٍ عَلَى ذَلِكَ عِنْدَما بَعثَ رسُولُ
اللَّه صلى الله عليه وسلم مُعاذَ بْن جبلٍ إِلَى اليَمَن، فَقَالَ لَهُ رسُولُ
اللَّه: «إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ
مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ» ([1])... إلَخْ. ما قَالَ وَفَّقهُ اللَّه.
والمُلاحظةُ هيَ عَلَى قَوْله: «ومَنْ يَفشُو فيهم حُبُّ الشَّهوات والمَلذَّات، لا نُقَاومُهُم
بالدَّعوة إِلَى التَّوحيد»، وأقُولُ:
أوَّلاً: يَا أخُ أحمد، هَلْ مُجرَّد
حُبُّ الشَّهوات والمَلذَّات يَكُون مُحرَّمًا يُدْعون إِلَى تَرْكه؟
ثَانيًا: قَوْلُك: «لا يُقَاومُها بالدَّعوة إِلَى التَّوْحيد»، هل هُنَاك مُسلمٌ يَسْتغني عن بَيَان التَّوحيد ومعرفتِهِ ومَعْرفة ما يُضادُّهُ أو ينقُصُهُ لا سيَّما عَوَام المُسْلِمِين، بَلْ لاَ أَحَد أَمنُّ عَلَى نَفْسه من الوُقُوع فِي الشِّرْك لا سيَّما إِذَا كَانَ يَجْهلُهُ، وَقَدْ قَالَ الخَليلُ فِي دُعائِهِ لربِّه: ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنٗا وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ ٣٥ رَبِّ
الصفحة 1 / 325