التفجيرات وتحليلات المنافقين
الحَمْدُ للَّه ربِّ العَالَمين، والصَّلاة والسَّلام عَلَى نَبيِّه
الأَمين، نَبيِّنا مُحمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصحابِهِ والتَّابعين لَهُم بإحسانٍ
إِلَى يوم الدِّين، أمَّا بَعْد:
فإنَّهُ لمَّا جَرَى الحَادثُ المُروِّعُ، حَادث التَّفجيرات فِي مَدينة الرِّياض
عَاصمَة بلاَد التَّوحيد عَلَى أَيْدي وُحُوشٍ ضَاريَةٍ، خَرجُوا عَلَى الدِّين
وَعَلَى الإنسانيَّة، واتَّخذهُم الكُفَّارُ مَطيَّةً لهُمْ للنَّيل من الإِسْلاَم
والمُسْلِمِين، وكَانَ فِعْلُهُم هَذَا نَتيجةً لجَهْلهم وغُرُورهم ونَشْأتهم
السَّيِّئة، وعُزْلتهم عن المُجْتمع، وإعْرَاضهم عَن تَعلُّم العِلْمِ النَّافع،
وأَخْذه عن أهلِهِ، وَاقْتصَارهم عَلَى أفْهَامهم الخَاطئة، وَآرَائهم الكَاسدَة،
فَشأنُهُم فِي ذَلِكَ شَأنُ الخَوَارج المَارقين الَّذين قَتلُوا الخَليفَتَين
الرَّاشدَين: عُثْمان وعليًّا رضي الله عنهما، وَهَمهم بقَتْل مُعَاوية وعَمرُو
بْن العاص رضي الله عنهما، وقَتْل غَيْرهما من قَادة المُسْلِمِين.
أقُولُ: لمَّا حَصَل فِي أيَّامنا
هَذَا الفعلُ الشَّنيعُ، تَنفَّس المُنَافقُون الصُّعَداء، وَحَمَّلُوا مسؤُوليَّة
فِعْلِهم هَذَا عَلَى الدِّين، وَأنَّهُ السَّببُ فِي تَجرُّئهم عَلَى
المُسْلِمِين، وَعَلَى البَشريَّة جميعًا، وَقَالُوا قَبَّحهُم اللَّه: إنَّ
فِعْلَهُم هَذَا بسَبب اعْتنَاقهم لآرَاء شَيْخ الإِسْلاَم ابْن تَيْمية، وشيخ
الإِسْلاَم مُحمَّد بْن عبد الوهَّاب وغَيْرهما من أئمَّة الإِسْلاَم.
هَكَذا يَتطيَّرُون بالإِسْلاَم وعُلَماء الإِسْلاَم، مثلَ آل فِرْعَون الَّذينَ قَالَ اللَّهُ فِيهِم: ﴿وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٞ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥٓۗ﴾ [الأعراف: 131]، وَكَما تَطيَّر المُشْركُون بنَبيِّنا مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، كَمَا قَالَ اللَّهُ عنهُم: ﴿وَإِن تُصِبۡهُمۡ
الصفحة 1 / 325