من مُنكرات الأفراح
عَملُ الوَليمَة بمُنَاسبة عقد الزَّواج سُنَّةٌ نبويَّةٌ يقصدُ بها
إعْلانُ النِّكاح، وإظْهَار البَهْجة والسُّرُور بهَذِهِ المُناسبَة الشَّريفة،
وَلكن لا بُدَّ أن يكُون ذَلِكَ فِي حُدُود آدَاب الشَّريعَة الغرَّاء من غَيْر
إسرافٍ، ولا تَبْذيرٍ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَءَاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلۡمِسۡكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ
وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِيرًا ٢٦ إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِينَ
كَانُوٓاْ إِخۡوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِۖ وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورٗا﴾ [الإسراء: 26، 27].
وقَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمۡ يُسۡرِفُواْ وَلَمۡ يَقۡتُرُواْ
وَكَانَ بَيۡنَ ذَٰلِكَ قَوَامٗا﴾ [الفُرقان: 67].
فَالاقْتصَادُ فِي النَّفقة، وَعَدم الإسْرَاف والتَّبذير واجبٌ فِي
حَفَلات الزَّواج وغيرها.
وَلْيَتذكَّر هَؤُلاَء المُسْرفُون الَّذين يُفْسدُون اللُّحُومَ والأطعمةَ
ويُلْقونها فِي الزُّبالات؛ أنَّ هُناك أنفُسًا جَائعةً تتمنَّى لُقْمة العيش،
وكِسْرَة الخُبْز، وليتَّقُوا اللَّهَ فِي أَنْفُسهم، وَفِي مُجْتَمعهم ولا
يكُونُوا سببًا فِي زَوَال النِّعمة، وحُلُول النِّقمَة.
وَلاَ بُدَّ أيضًا أَنْ تَكُونَ حَفلاتُ الزَّواج خَاليةً من المُنْكرات
والمُحرَّمات؛ كالأَغَانِي المُطْربة، والمَزَامير وآلات اللَّهو المُحرَّمة،
وتَبرُّج النِّساء بالزِّينة، وإخلالهنَّ بالسِّتر والحجَاب، وَكَذا يَجبُ عَلَى
المسئولين عن إقَامَة هَذِهِ الحفلات من أَوْليَاء المرأة وأقَارب الزَّوج
الاحْتِرَاس من هَذِهِ المُنْكرات، وَعَدم مُطَاوعة السُّفهاء من الرِّجال
والنِّساء، وَعدم مُجَاراة الآخَرين ممَّن لا يُقيمُون للآدَاب والمُرُوءة
وَزْنًا، وَعَلَى من عَلِمَ بوُجُود هَذِهِ المُنْكرات إلاَّ يحضُرَ هَذَا الحفل
إلاَّ إنْ كَانَ
الصفحة 1 / 325