×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

تحويل الكنائس إِلَى مساجد

الحَمْدُ للَّه وَحْدَه، وَالصَّلاة والسَّلام عَلَى نبيِّنا مُحمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبه وبَعْد:

فَإنَّ تَحْويلَ الكَنَائس إِلَى مساجدَ فِي هَذَا الزَّمان ظَاهرةٌ طيِّبةٌ تُنْبئُ عن انْتصَار الإِسْلاَم وظُهُوره عَلَى غَيْره من الأدْيَان، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ [التَّوبة: 33]، وهَذَا يدُلُّ عَلَى أنَّ دينَ الإِسْلاَم هُو دينُ البشريَّة كُلِّها، وأنَّهُ صالحٌ لكُلِّ زمانٍ ومكانٍ، وأنَّ أهل العُقُول السَّليمة من الدِّيانات الأُخرى إِذَا تأمَّلُوا فِي الإِسْلاَم، وجدُوهُ هُو الدِّينَ الحقَّ، فَانْتَقلُوا إلَيْه رَاغِبِين كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿قُلۡ ءَامِنُواْ بِهِۦٓ أَوۡ لَا تُؤۡمِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ مِن قَبۡلِهِۦٓ إِذَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ يَخِرُّونَۤ لِلۡأَذۡقَانِۤ سُجَّدٗاۤ ١٠٧ وَيَقُولُونَ سُبۡحَٰنَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعۡدُ رَبِّنَا لَمَفۡعُولٗا [الإسراء: 107، 108].

﴿وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ تَرَىٰٓ أَعۡيُنَهُمۡ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ ٱلۡحَقِّۖ يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ ٨٣ وَمَا لَنَا لَا نُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَا جَآءَنَا مِنَ ٱلۡحَقِّ وَنَطۡمَعُ أَن يُدۡخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلصَّٰلِحِينَ [المائدة: 83، 84].

إنَّ فِي تَحوُّل الكَنَائس إِلَى مساجدَ، وَتحوُّل الكِتَابيِّين إِلَى مُسْلِمِين، شهادةً صادقةً لهَذَا الدِّين الإِسْلاَميِّ، ولنبيِّه مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم بأنَّهُما حقٌّ وصِدْقٌ جاءَا من عندَ اللَّه لإسْعَاد البشريَّة، فلا نَجَاة للبشريَّة إلاَّ بالإِسْلاَم ﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ [آل عمران: 85]، وصلَّى اللَّه وسلَّم عَلَى نبيِّنا مُحمَّدٍ وآلِهِ وصحبِهِ.

****


الشرح