×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

ضَرر المُخدِّرات

دِينُ الإِسْلاَم جاءَ بحِفْظِ الضَّرُورات الخَمْس: «الدِّين والنَّفْس والعَقْل والعِرْض والمَال»، وَرتَّب عَلَى الاعْتدَاء عَلَى هَذِهِ الضَّرُورات حُدُودًا رَادعةً حمَايةً للفَرْد والمُجْتمع من الفَسَاد، وتَعَاطي المُخدِّرات أو تَرْويجها فيه اعتداءٌ عَلَى جَميع هَذِهِ الضَّرُورات، فَهُو من أعْظَم الإفساد فِي الأَرْض، فيجبُ قتلُ مَنْ يَجْلبُها إِلَى بلاَد المُسْلِمِين أو يُروِّجُها بَيْنهُم؛ لقولِهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا جَزَٰٓؤُاْ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَسۡعَوۡنَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوٓاْ أَوۡ يُصَلَّبُوٓاْ أَوۡ تُقَطَّعَ أَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم مِّنۡ خِلَٰفٍ أَوۡ يُنفَوۡاْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِۚ ذَٰلِكَ لَهُمۡ خِزۡيٞ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [المائدة: 33].

وَاسْتعمَال المُخدِّرات من أعْظَم الفَسَاد فِي الأرض؛ لأنَّهُ يَقْضي عَلَى الدِّين والبَدَن والعَقل والعِرْض، ويُصبحُ مُتَعاطيها ميِّتًا فِي صُورَة حيٍّ، بَلْ لَوْ ماتَ فَاسْتَراح وأَرَاح، لَكَانَ خيرًا لهُ، وَلذَلِكَ اتَّخذَها أعداءُ الإِسْلاَم سلاحًا ضدَّ المُسْلِمِين لإفْسَاد شَبَابهم ورِجَالهمْ، وتَفْتيت مُجْتَمعهم، وسَلْب أَمْوَالهم، فَيَجبُ عَلَى عُمُوم المُسْلِمِين مُحَاربة هَذَا الفَسَاد بكُلِّ وَسيلةٍ، وَالتَّعاوُن عَلَى الحَيْلُولة دُونَ تَسرُّبه إلَيْهم، وإيقَاع العُقُوبات الرَّادعة بمَنْ عملَ عَلَى إدخالِهِ إِلَى بلاَد المُسْلِمِين أوْ تَرْويجه بَيْنهُم، ولا يتمُّ ذَلِكَ إلاَّ بالتَّعاوُن بَيْن الأفْرَاد والجَمَاعات والدُّول الإِسْلاَميَّة.

****


الشرح