لا تنكرُوا ما لا تعلمُون
الحَمْدُ للَّه وَحْده، والصَّلاة والسَّلام عَلَى مَنْ لا نبيَّ بَعْده،
نَبيِّنا مُحمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبه وبَعْد:
لقَدْ تَعوَّدنا مَرَّاتٍ عَديدةً منَ المدعُوَّة د. عزيزة المانع
كِتَاباتٍ غريبةً، وفي هَذِهِ المرَّة كَتبَتْ فِي جريدة عُكاظ فِي يوم الأحد 20/
3/ 1420هـ، مقالاً تحت عُنوان: أفياء، تَنْتقدُ فيه وسائلَ الإعْلاَم بنَشْرها ما
تُسمِّيه: نَماذجُ فكريَّةٌ سيِّئةٌ تعملُ عَلَى تَعْميق الخُرَافات، ونَشْر
الخُزَعبلات، مثلَ: رجُلٌ بَقِيَ مدفُونًا فِي قبره عدَّة أيَّامٍ، ثُمَّ خَرَج
منهُ سَليمًا مُعافًى، وشَخْص مُصابٌ بالسَّرطان عَلَى وَشَك الوفاة يَتَناولُ
بضعَ رشفاتٍ من العَسَل المَخْلُوط بالحبَّة السَّوداء، فيُشْفى تمامًا، أَوْ مثل
أخْبَار طَرْد الجنِّ من جَسَد الإنْسَان بالضَّرب والبَصْق عَلَى وجه المَريض،
ونَظْرة واحدَة من عين شخصٍ ما تُصيبُهُ بالهلاك، وَزَعمت الدُّكتُورة أنَّ هَذِهِ
الأشياءَ وما شَابَهها تتنافَى مع العقل... إلخ ما قَالَت، ونقُولُ للدُّكتُورة
عزيزة:
أوَّلاً: العقلُ لا يُدركُ كُلَّ
شيءٍ، فهُناك أشياءُ كثيرةٌ لا تُدْركُها العُقُولُ، وإنَّما تُعْلمُ بالوحي
المُنزَّل من اللَّه، سُبْحان اللَّه وتَعَالَى، عَلَى أنَّ العقلَ الصَّريحَ لا
يتعارضُ مع النَّقل الصَّحيح وما لا يُدركُهُ العقلُ، فإنَّهُ يُسلِّمُ به للوحي.
ثانيًا: الرُّقيةُ عَلَى المَريض
بالجُنُون أو غَيْره بِقِرَاءةِ شَيْءٍ من القُرْآن الكَريم، والأَدْعيَة
الشَّرعيَّة مع النَّفْث عَلَى مَحلِّ الإصَابة - الَّذي سمَّتهُ بصقًا للتَّنفير
منهُ - ثابتٌ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ويحصُلُ به الشِّفاءُ بإذن اللَّه،
الصفحة 1 / 325