×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

 فإنَّ اللَّهَ جَعَل القُرآنَ شفاءً من الأمْرَاض الحسِّيَّة والمعنويَّة، والأدعية سببٌ للإجَابَة بإذن اللَّه، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ [البقرة: 186]، وَيجُوزُ الضَّربُ إِذَا احْتيجَ إلَيْه، ولا يضُرُّ المصرُوع كَمَا ذَكَر ذَلِكَ شيخُ الإِسْلاَم ابنُ تيمية رحمه الله، وَذَكره غيرُهُ.

ثالثًا: الإصابةُ بالعين حقٌّ، كَمَا قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فيما صحَّ عنهُ من الأَحَاديث مع قَوْل اللَّه تَعَالَى: ﴿وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزۡلِقُونَكَ بِأَبۡصَٰرِهِمۡ لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكۡرَ [القلم: 51]، فالآيةُ تدُلُّ عَلَى حُصُول الإصَابة بالعَيْن، وقولُهُ تَعَالَى فِي آخِرِ سُورَة الفَلَق: ﴿شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ [الفلق: 5]، ومن أنْوَاع الحَسَد الإصابةُ بالعين، واللَّهُ سُبحانهُ يَجْعلُ فِي نَظَر بَعْض الأعيُن شرًّا يتأثَّرُ به ما وَقَعتْ عَلَيْه بإذن اللَّه، وذَلكَ يُعالَجُ بالاستعاذة باللَّه.

رَابعًا: قَدْ جَعَل اللَّه فِي العسل والحبَّة السَّوداء شفاءً، كَمَا قَالَ تَعَالَى عن العَسَل: ﴿فِيهِ شِفَآءٞ لِّلنَّاسِۚ [النحل: 69]، وَقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «فِي الحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إلاَّ السَّامَ»، يَعْني الموت ([1]).

وقَالَ: «مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً، إلاَّ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ» ([2])، ولا شكَّ أنَّ هَذِهِ الأُمُور أسبابٌ للشِّفاء بإذن اللَّه، فبمُجرَّد السَّبب لا تحصُلُ به النَّتيجةُ إلاَّ بإذن اللَّه.

خَامسًا: وأمَّا قولُها: وممَّا يَزيدُ فِي تَعْميق الانشغال بهَذِهِ الأُمُور، وإبْقَائها مَزْرُوعةً فِي عُقُول النَّاس أن يتمَّ الرَّبطُ بَيْنها وبين الدِّين، فيبدُو إنكارُ وُقُوع بعض القَصَص والحكَايات الَّتي تُرْوى حول ذَلِكَ، والتَّشكُّك


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (5688)، ومسلم رقم (2215).

([2])أخرجه: أحمد رقم (3578)، والحاكم رقم (7424)، والبيهقي رقم (19560).