فإنَّ اللَّهَ جَعَل القُرآنَ شفاءً من
الأمْرَاض الحسِّيَّة والمعنويَّة، والأدعية سببٌ للإجَابَة بإذن اللَّه، قَالَ
تَعَالَى: ﴿وَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا
دَعَانِۖ﴾ [البقرة: 186]، وَيجُوزُ الضَّربُ إِذَا احْتيجَ إلَيْه، ولا يضُرُّ
المصرُوع كَمَا ذَكَر ذَلِكَ شيخُ الإِسْلاَم ابنُ تيمية رحمه الله، وَذَكره
غيرُهُ.
ثالثًا: الإصابةُ بالعين حقٌّ،
كَمَا قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فيما صحَّ عنهُ من الأَحَاديث مع قَوْل
اللَّه تَعَالَى: ﴿وَإِن
يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزۡلِقُونَكَ بِأَبۡصَٰرِهِمۡ لَمَّا سَمِعُواْ
ٱلذِّكۡرَ﴾ [القلم: 51]، فالآيةُ تدُلُّ عَلَى حُصُول الإصَابة بالعَيْن، وقولُهُ
تَعَالَى فِي آخِرِ سُورَة الفَلَق: ﴿شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق: 5]، ومن أنْوَاع الحَسَد الإصابةُ بالعين، واللَّهُ سُبحانهُ
يَجْعلُ فِي نَظَر بَعْض الأعيُن شرًّا يتأثَّرُ به ما وَقَعتْ عَلَيْه بإذن
اللَّه، وذَلكَ يُعالَجُ بالاستعاذة باللَّه.
رَابعًا: قَدْ جَعَل اللَّه فِي
العسل والحبَّة السَّوداء شفاءً، كَمَا قَالَ تَعَالَى عن العَسَل: ﴿فِيهِ شِفَآءٞ لِّلنَّاسِۚ﴾ [النحل: 69]، وَقَالَ
النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «فِي الحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ
دَاءٍ، إلاَّ السَّامَ»، يَعْني الموت ([1]).
وقَالَ: «مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً، إلاَّ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً
عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ» ([2])، ولا شكَّ أنَّ هَذِهِ الأُمُور أسبابٌ للشِّفاء بإذن اللَّه، فبمُجرَّد
السَّبب لا تحصُلُ به النَّتيجةُ إلاَّ بإذن اللَّه.
خَامسًا: وأمَّا قولُها: وممَّا يَزيدُ فِي تَعْميق الانشغال بهَذِهِ الأُمُور، وإبْقَائها مَزْرُوعةً فِي عُقُول النَّاس أن يتمَّ الرَّبطُ بَيْنها وبين الدِّين، فيبدُو إنكارُ وُقُوع بعض القَصَص والحكَايات الَّتي تُرْوى حول ذَلِكَ، والتَّشكُّك
([1])أخرجه: البخاري رقم (5688)، ومسلم رقم (2215).