تفجير الأفكار سبب
لتفجير الدِّيار
الحَمْدُ للَّه ربِّ العَالَمين، والصَّلاة والسَّلام عَلَى نَبيِّنا
مُحمَّدٍ وآلِهِ وَصَحْبه أَجْمَعين، أمَّا بَعْدُ:
فَإنَّهُ لمَّا حَصَل التَّفجيرُ وَالتَّخريبُ من جَمَاعة الشَّباب، غُرِّر
بِهِمْ، ولُقِّنُوا أفكارًا فَاسدةً من قِبَلِ أعْدَاء الإِسْلاَم والمُسْلِمِين،
أجْمَع كُلُّ المُحلِّلين عَلَى أنَّ سببَ هَذَا العَمل الإجْرَامي هُو بُعْدُ
الشَّباب عن العُلَماء الرَّاسخين المَوْثُوقين.
وقَالَ بَعضُ هَؤُلاَء المُحلِّلين: إنَّ العُلماءَ مُقصِّرُون فِي تَوْجيه هَؤُلاَء الشَّباب وتَحْصينهم من
تِلْكَ الأفكار الهدَّامة.
وأقُولُ: لا شكَّ أنَّ عَلَى
العُلَماء واجبًا عظيمًا فِي هَذَا المَجَال، وَلكنِّي أقُولُ:
أوَّلاً: هَؤُلاَء الشَّبَاب الَّذين
تَلقَّنُوا تِلْكَ الأفكار الهَدَّامة يَنْفرُون من العُلَماء ومنَ المُجْتمع
كُلِّه، بَلْ من وَالِدِيهم وأَقَاربهم، ولاَ يَرَون خيرًا فِي المَسَاجد ولاَ فِي
مُلْتقى النَّاس وتَجمُّعاتهم، وإنَّما يَفرُّون إِلَى أمكنةٍ مَجْهُولةٍ يتلقَّون
فيهَا التَّوْجيهات من قَادَتهم وزُمَلائهم، فكَيْف يَتَمكَّنُ العُلَماءُ من
اللِّقاء بهم، وهُمْ يَفرُّون ويَتَحاذرُون منهُم.
ثَانيًا: هُنَاك مَنْ يُسْقطُ
منزلَةَ العُلَماء فِي المُجْتمع من خلاَل الفَضائيَّات، وَمن خلاَل بَعْض
الصُّحُف المَحلِّيَّة، فهُنَاك مَنْ يسُبُّ الأئمَّة القُدَامى؛ كالإمَام أَحْمد
وشَيْخ الإِسْلاَم ابْن تَيْمية وشَيْخ الإِسْلاَم مُحمَّد بْن عَبْد الوَهَّاب
وغَيْرهم، ويُفضِّلُ عَلَيْهم عُلَماء الجَهْميَّة والمُعْتزلة والباطنيَّة،
وهُنَاك مَنْ يُقلِّلُ من شَأْن العُلَماء المُعَاصرين وَيَصفُهُم بالتَّشدُّد
الصفحة 1 / 325