×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

وجوب احترام القرآن الكريم

الحَمْدُ للَّه، والصَّلاة والسَّلام عَلَى رسُول اللَّه، نَبيِّنا مُحمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبه، ومَنْ والاَهُ، وبَعْد:

فإنَّ القُرآن كَلاَم اللَّه عز وجل، يَجبُ أن يُصَان ويُحْترم، ويُعْتنى به تعلُّمًا وتَعْليمًا، وَتلاوةً وَتدبُّرًا - وَعَملاً بما فِيهِ - ويَحْرمُ أيُّ عملٍ يُؤدِّي إِلَى إهانتِهِ وعدم احترامِهِ.

ومن ذَلِكَ: ما تعملُهُ بَعْضُ مَحلاَّت التَّسجيل من جَعْل تلاَوات القُرَّاء عَبْر مُكبِّرات الصَّوت وَسيلةً للدِّعاية لتلكَ المَحلاَّت وجَلْب الزَّبائن لشرَاء التَّسجيلات، بل رُبَّما يكُونُ إِلَى جَانب ذَلِكَ أصْوَاتُ الأنَاشيد والقَصَائد الشِّعريَّة، وهَذَا العَملُ يُصَانُ عنهُ القُرْآنُ الكريمُ، وإِذَا كَانَ جمعٌ من العُلَماء لا يُجيزُون بَيْعَ المَصَاحف احترامًا للقُرْآن من أنْ يُتَّخذ وَسيلةً للكَسْب الدُّنيويِّ، فإنَّ ما تعملُهُ بَعْضُ دُور التَّسجيل الآنَ أشدُّ محذُورًا، فَالواجبُ عَلَى تِلْكَ الدُّور تَجنُّب تِلْكَ الطَّريقة، والاكْتفَاء بكتَابة إعلاَنَاتٍ بأَسْماء القُرَّاء والتِّلاوات المَوْجُودة لَدَيها، وَتَضعُ تِلْكَ الإعْلاَنات عَلَى أبْوَابها، ويَحْصُلُ لذَلكَ المَقْصُود - إنْ شاءَ اللَّهُ - دُونَ اتِّخاذ أصْوَات التِّلاوة وَسيلةً للإعْلاَن، احترامًا لكتَاب اللَّه من الابْتذَال، وتلاَوته فِي الشَّوارع والضَّوضاء من غَيْر إنْصَاتٍ واسْتفادَةٍ من تلاَوته سوَى الدِّعاية للطَّمع الدُّنيويِّ.

وَفَّق اللَّهُ الجميعَ لاحْترام كتَابه، والعَمَل بمَا فيه، وَصلَّى اللَّهُ وسلَّم عَلَى نبيِّنا مُحمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصحابِهِ أَجْمَعين.

كتبه/ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

في 6/ 6/ 1424هـ

****


الشرح