×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

ظَاهرةٌ غَريبةٌ

تَظْهرُ فِي بَعْض الصُّحُف فِي مِثْلِ هَذِهِ الأيَّام من رَبيع الأوَّل من كُلِّ عامٍ مَقَالاتٌ لكاتبٍ مَعْرُوفٍ حولَ محبَّة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، والتَّحدُّث عن بَعْض صفاتِهِ الكَريمَة، وأنَّهُ يَنْبغي التَّحدُّثُ عَنْ سيرتِهِ العطرَة فِي هَذِهِ الأيَّام، وإنَّني حيَالَ ذَلِكَ أتَسَاءلُ:

1- لمَاذَا لا يَتحدَّثُ هَذَا الكَاتبُ أوَّلاً عن مَحبَّة اللَّه عز وجل الَّتي هِيَ مِنْ أعْظَم أنْوَاع عبادتِهِ سُبْحانهُ، وَالَّتي تَكُون مَحبَّةُ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم تابعةً لَهَا.

2- هَلْ من المُسْلِمِين مَنْ لا يُحبُّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم حتَّى يحتاجَ إِلَى تَذْكيره بها، وحثِّه عَلَيْها، وَهي مِنْ شُرُوط الإيمَان، فمَنْ لا يُحبُّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم فلَيْس بمُؤمنٍ، فَكُلُّ مُؤْمنٍ يُحبُّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم.

3- إنَّ مَحبَّتهُ صلى الله عليه وسلم تَقْتضي طاعتَهُ بامْتثَال ما أَمرَ به، وَاجْتنَاب ما نَهَى عنهُ، وَمِنْ أشدِّ ما نَهَى عنهُ وأَمَر باجتنَابِهِ البدَعُ والمُحْدثاتُ فِي الدِّين، ومن ذَلِكَ إحْدَاثُ الاحْتفَال بمَوْلده صلى الله عليه وسلم، فإنَّهُ بِدْعةٌ ما أنزلَ اللَّهُ بها من سُلْطانٍ، وقَدْ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْه فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، وَالاحتفالُ بالمَوْلد لَيْسَ من أَمْر الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، فَهُو بِدْعةٌ مَرْدُودةٌ.

4- لاَ شكَّ أنَّ تَخْصيصَ هَذِهِ الأيَّام بالتَّحدُّث عن سيرتِهِ وصفاتِهِ الكَريمة، وَذكر محبَّته وَسيلة إِلَى ارتْكاب البِدْعَة بالاحْتفَال بمَوْلده، وكُلُّ وسيلةٍ تُفْضي إِلَى الحَرام فَهي مُحرَّمةٌ.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2697)، ومسلم رقم (1718).