بل السَّلفيَّةُ الحقَّةُ هي الإسْلاَمُ
الحمدُ للَّه وبعدُ:
فقد قرأْتُ في جريدَة عكاظٍ في يومِ الأحدِ 28/ 4/ 1426 هـ العدد 14162، عنَوانًا سَيِّئًا للقَاءٍ أُجْرِيَ مع بعضِ المشايخِ الفُضَلاءِ هَذَا نصُّه: سَلفِيُّ وتَبْلِيغيّ وإخْوَانِيُّ تَسمياتٍ ليسَتْ من الإسلامِ، وتعجَّبْتُ كيفَ عدَّ كاتِبُ العُنوانَ السَّلفيَّةَ بأنَّها ليسَتْ من الإسلامِ، وهي تَعْنِي اتِّباعَ مذهبِ السَّلفِ الصَّالحِ من الصَّحابةِ والتَّابعين والقُرونِ المفضَّلة. واللَّهُ تَعَالى يقولُ: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ﴾ [التوبة: 100] الآية. ويقُولُ تعَالَى للصَّحابَةِ: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَٰٓئِكَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ﴾ [الأنفال: 72] إِلَى أنْ قال سُبْحَانَهُ: ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنۢ بَعۡدُ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ مَعَكُمۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ مِنكُمۡۚ﴾ [الأنفال: 75]. وقَالَ تَعَالَى في سُورةِ الحشرِ: ﴿لِلۡفُقَرَآءِ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ ٨ وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [الحشر: 8- 9] إِلَى قولِهِ تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ﴾ [الحشر: 10] الآية. وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَسَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الأُْمَّةُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ فِرْقَةً؛ كُلُّهَا فِي النَّارِ إلاَّ وَاحِدَةً» قَالوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَومَ وَأَصْحَابِي» ([1]). وقالَ: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي» ([2]).
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2641).
الصفحة 1 / 325