الإيمان والكفر
مجلة الدعوة عدد 1648- 8 ربيع الأول 1419هـ
دِينَان مُتَضادَّان، فَالإيمانُ هُوَ: دينُ اللَّه الَّذي شَرَعهُ
لعبادِهِ، وخَلَق الخَلْق من أجلِهِ، وأَعدَّ لأهلِهِ الهدَاية فِي الدُّنيا،
والأَمْن فِي الآخرَة، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ
أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ﴾ [الأنعام: 82]، وقَالَ تَعَالَى: ﴿ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ﴾ [البقرة: 257].
وَالكُفْرُ هُوَ دينُ الشَّيطان، وهُوَ ضَلالٌ فِي الدُّنيا، وَشقاءٌ فِي
الآخِرَةِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي الكُفَّار الَّذين لم يَقْبلُوا هُدَى اللَّه،
وأَعْرَضُوا عنهُ: ﴿وَٱلَّذِينَ
كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى
ٱلظُّلُمَٰتِۗ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ﴾ [البقرة: 257]، وإِذَا
كَانَ الأمرُ كَذَلك، فَلاَ بُدَّ من مَعْرفة الدِّينَين: الإيمَان والكُفْر.
فَالإيمانُ: هُوَ الدُّخُولُ فِي دين
اللَّه عَنْ رَغْبةٍ وانْقيَادٍ، وهُوَ قَوْلٌ باللِّسان، وَاعْتقَادٌ بالقَلْب،
وَعَمل بالجَوَارح، يَزيدُ بالطَّاعة، ويَنْقُصُ بالمَعْصية، فالعَاصي بمَا دُون
الشِّرْك لا يُسْلبُ اسْم الإيمَان بالكُلِّيَّة، وَلا يُعْطى اسمَ الإيمَان
الكَامل، فَهُو مُؤمنٌ نَاقصُ الإيمَان.
وَأمَّا الكُفْرُ: فَهُوَ الامْتنَاعُ منَ
الدُّخُول فِي الإِسْلاَم أو الخُرُوجُ منهُ، وَاخْتيَار دِينٍ غَيْر دِين اللَّه،
إمَّا تَكبُّرًا وعنَادًا، وإمَّا حِمْيَةً لدِين الآبَاء والأجْدَاد، وإمَّا
طَمعًا فِي عَرَضٍ عَاجلٍ من مالٍ أوْ جاهٍ أوْ مَنْصبٍ.
الصفحة 1 / 325