وَالكُفرُ يكُونُ بالتَّكذِيبِ، كَمَا قَالَ
تَعَالَى: ﴿وَٱلَّذِينَ
كَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِنَا وَلِقَآءِ ٱلۡأٓخِرَةِ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡۚ هَلۡ
يُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [الأعراف: 147].
ويكُونُ الكُفْرُ بالقَوْل باللِّسان، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدۡ قَالُواْ كَلِمَةَ
ٱلۡكُفۡرِ وَكَفَرُواْ بَعۡدَ إِسۡلَٰمِهِمۡ﴾ [التَّوبة: 74] ومِنْ ذَلِكَ دُعَاء غَيْر
اللَّه، وَالاسْتغَاثة بالأمْوَات.
ويكُونُ بالاسْتهزَاء باللَّه ورَسُولِهِ وكتابِهِ، كَمَا قَالَ تَعالَى: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ
إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ
كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ ٦٥ لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ
كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ﴾ [التَّوبة: 65، 66].
وَيكُونُ بالاسْتكبَار والامْتنَاع عَنْ طَاعَة اللَّه تَعَالَى، كَمَا
قَالَ تَعَالَى عَنْ إبْليسَ: ﴿أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [البقرة: 34].
وَيكُونُ بالإعْرَاض عَنْ دين اللَّه، لا يَتَعلَّمُهُ، ولا يَعْملُ به،
كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ عَمَّآ أُنذِرُواْ مُعۡرِضُونَ﴾ [الأحقاف: 3]، فلاَ يَتعلَّمُ التَّوحيدَ، ولاَ
يَعْرفُ ما يُضَادُّهُ.
وَيكُونُ الكُفْرُ بالعَمَل كالذَّبح لغَيْر اللَّه، والسُّجُود لغَيْر
اللَّهِ، وعَمَل السِّحر وَتَعلُّمه وتَعْليمه كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي
وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٦٢ لَا
شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ﴾ [الأنعام: 162، 163].
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱرۡكَعُواْ وَٱسۡجُدُواْۤ وَٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمۡ وَٱفۡعَلُواْ
ٱلۡخَيۡرَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ۩﴾ [الحج: 77].
فَمَنْ صَرَف شيئًا من هَذِهِ الأَعْمَال لغَيْر اللَّه، فإنَّهُ يكُونُ
مُشْركًا كافرًا يُعَاملُ مُعَاملة الكُفَّار إلاَّ أن يتُوبَ إِلَى اللَّه.