×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

 وَالكُفرُ يكُونُ بالتَّكذِيبِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا وَلِقَآءِ ٱلۡأٓخِرَةِ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡۚ هَلۡ يُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ [الأعراف: 147].

ويكُونُ الكُفْرُ بالقَوْل باللِّسان، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدۡ قَالُواْ كَلِمَةَ ٱلۡكُفۡرِ وَكَفَرُواْ بَعۡدَ إِسۡلَٰمِهِمۡ [التَّوبة: 74] ومِنْ ذَلِكَ دُعَاء غَيْر اللَّه، وَالاسْتغَاثة بالأمْوَات.

ويكُونُ بالاسْتهزَاء باللَّه ورَسُولِهِ وكتابِهِ، كَمَا قَالَ تَعالَى: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ ٦٥ لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ [التَّوبة: 65، 66].

وَيكُونُ بالاسْتكبَار والامْتنَاع عَنْ طَاعَة اللَّه تَعَالَى، كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنْ إبْليسَ: ﴿أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ [البقرة: 34].

وَيكُونُ بالإعْرَاض عَنْ دين اللَّه، لا يَتَعلَّمُهُ، ولا يَعْملُ به، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَمَّآ أُنذِرُواْ مُعۡرِضُونَ [الأحقاف: 3]، فلاَ يَتعلَّمُ التَّوحيدَ، ولاَ يَعْرفُ ما يُضَادُّهُ.

وَيكُونُ الكُفْرُ بالعَمَل كالذَّبح لغَيْر اللَّه، والسُّجُود لغَيْر اللَّهِ، وعَمَل السِّحر وَتَعلُّمه وتَعْليمه كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٦٢ لَا شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ [الأنعام: 162، 163].

﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱرۡكَعُواْ وَٱسۡجُدُواْۤ وَٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمۡ وَٱفۡعَلُواْ ٱلۡخَيۡرَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ۩ [الحج: 77].

فَمَنْ صَرَف شيئًا من هَذِهِ الأَعْمَال لغَيْر اللَّه، فإنَّهُ يكُونُ مُشْركًا كافرًا يُعَاملُ مُعَاملة الكُفَّار إلاَّ أن يتُوبَ إِلَى اللَّه.


الشرح