×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

احذرُوا البدع

الحمدُ للَّه، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى رسُول اللَّه، نبيِّنا مُحمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبه، وبَعْد: فقَدْ قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مُحذِّرًا من البِدَعِ: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1])، وَقَالَ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([2]). وفي روايةٍ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْه فَهُوَ رَدٌّ» ([3]) وقَالَ: «إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرُّ الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا» ([4]).

والبِدْعةُ ما أُحْدثَ فِي الدِّين ممَّا لَيْسَ منهُ، وقَدْ أكمل اللَّهُ لنا دينَنا، وقَالَ سُبحانهُ: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ [المائدة: 3]، فلَسْنا بحاجةٍ إِلَى البِدَعِ والمُحْدثات؛ لأنَّها ليست من الدِّين، ولأنَّها تُبْعدُ عن اللَّهُ سُبْحانهُ، والتَّشريعُ حقٌّ للَّه تَعَالَى، قَالَ تَعَالى: ﴿أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ [الشورى: 21]، نقُولُ هَذَا بمُنَاسبة أنَّهُ ظهرَ أُناسٌ يُروِّجُون البدعَ بيننا.

ومِنْ ذَلِكَ ما شاعَ فِي هَذِهِ الأيَّام من الأَمْر بصِيَامِ آخِرِ يومٍ من العَام الهجريِّ، ومن الدَّعوة إِلَى الإفْطَار الجماعيِّ فِي يوم عَاشُوراء، وغَيْر ذَلِكَ مثلَ ما يُروَّجُ عن طَريق الجوَّالات من الأَمْر بأذكارٍ مُعيَّنةٍ ومُحدَّدةٍ


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).

([2])أخرجه: مسلم رقم (1718).

([3])أخرجه: البخاري رقم (2697)، ومسلم رقم (1718).

([4])أخرجه: مسلم رقم (867).