بالنُّصُوص يَتوقَّفُ
عَلَيْهما إلاَّ فِي حقِّ الأَعْجميِّ الَّذي لا يَفْهمُ لُغَة الكتَاب
والسُّنَّة.
وأقُولُ ثانيًا: هَذِهِ المُقرَّرات لا
يُكْتفى بتَسْليمها للطُّلاَّب والطَّالبات بدُون أنْ يَكُون هُناك مُدرِّسُون ومُدرِّساتٌ
يَشْرحُونها، فما يقترحُهُ الأُستاذُ رجاءُ تَحْصيلُ حَاصلٍ.
3- قولُ الأُستاذ رجاء: فِي رأيي أنَّ
عَلَينا أوَّلاً العَمَل عَلَى غَرْس حُبِّ اللَّه فِي نُفُوسهنَّ، ودَوَاعي
تَفْضيله عز وجل، وبشكلٍ مُطلقٍ عَلَى مَنْ سواهُ؛ ليَسْتَطعن فَهْم وتَطْبيق
دَوَاعيه عَلَى أنفُسهنَّ خُلُقًا وسُلُوكًا، لا تَحْفيظُهُنَّ أنْوَاع التَّوحيد
وأَنْوَاع الشِّرْك، وأدلَّة ذَلِكَ فحَسْبُ.
وَأقُولُ أوَّلاً: إنَّ تَعْليمَ الطَّالب
والطَّالبة أنْوَاع التَّوحيد، وَمَا يُضادُّها من أنْوَاع الشِّرْك هُوَ أوَّلُ
ما أَوْجَبهُ اللَّهُ بقولِهِ: ﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ
لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ
مُتَقَلَّبَكُمۡ وَمَثۡوَىٰكُمۡ﴾ [مُحمَّد: 19]، وهَذَا هُو الَّذي يُرسِّخُ حُبَّ اللَّه سبحانه وتعالى،
وحُبَّ تَوْحيده والإخْلاَص لهُ، وبُغْض الشِّرْك وأَهْله، وهَذَا هُو أساسُ
الدِّين، ومَعْنى كَلمَة الإخْلاَص «لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ»، قَالَ تَعَالَى: ﴿فَمَن يَكۡفُرۡ
بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ
لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ﴾ [البقرة: 256]، وذَلِكَ لاَ يَكُون إلاَّ بمَعْرفة التَّوحيد بأنواعِهِ،
والعَمَل به، ومَعْرفة الشِّرْك بأنواعِهِ، وَتَجنُّبه، ومُعَاداة أهلِهِ.
وَأقُولُ ثانيًا: قَوْلُك: وَدَواعي تَفْضيله
«تَعْني: اللَّه» عَلَى ما سوَاهُ، وهَذِهِ العبَارةُ فيها زلَّةٌ عَظيمةٌ؛
لأنَّهُ لا يَكْفي تَفْضيل اللَّه عَلَى ما سِوَاهُ، بل لا بُدَّ من البَرَاءة
ممَّا سوَاهُ؛ لأنَّ التَّفضيلَ يَقْتضي الاشْتِرَاكَ بَيْن شَيْئين؛ أَحدُهُما
أفْضَلُ من الآخَر، وَاللَّهُ سُبحانهُ لا شَريكَ لَهُ بوَجْهٍ من الوُجُوه فِي
شيءٍ من خَصَائصه سبحانه وتعالى.