بَيْن المُسْلِمِين حتَّى الْتفَّ إلَيْه
جَماعةٌ منَ الأوْبَاش والحَاقِدِين، وَهَجمُوا عَلَى عُثْمان فِي بيتِهِ،
فَقَتلُوهُ شهيدًا صابرًا مُحتسبًا، ومن وقتها حَصَلت الفتنةُ العظيمةُ بَيْن
المُسْلِمِين إِلَى أنْ حُسِمَتْ بتنازُل الحَسَن بْن عَليٍّ رضي الله عنهما
لمُعاوية بْن أبي سُفْيان رضي الله عنهما، وسُمِّي ذَلِكَ العام عامَ الجَمَاعة،
وتَحقَّق بذَلِكَ قولُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الحَسَن: «إِنَّ
ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَسَيُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ
مِنَ المُسْلِمِينَ» ([1])، ولكن الشِّيعة اليهُوديَّة والمجُوسيَّة لا تزالُ عَلَى مَنْهج ابن سَبأ،
تَسُبُّ الصَّحابَةَ، وَتُوقِدُ الفتنةَ، وَتأثَّر بهم بعضُ الكُتَّاب الجُهَّال،
فَصَارُوا يَتَكلَّمُون فيما شَجَر بَيْن الصَّحابة، مُخَالفين بذلك مَنْهجَ أَهْل
السُّنَّة والجَمَاعة من الكفِّ عن ذَلِكَ، فقيَّض اللَّهُ مَنْ قام بالرَّدِّ
عليهم، والذَّبِّ عن أعْرَاض صحابة رسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وَمِنْ
هَؤُلاَء أخُونا فَضيلةُ الشَّيخ: ذياب بْن سعد بْن حمدان الغامدي فِي كتابِهِ:
«تَسْديد الإصَابة فيما شَجَر بَيْن الصَّحابة» سالكًا مَنْهج أهل السُّنَّة
والجَمَاعة فِي ذَلِكَ، فَجَاء كتابهُ هَذَا وافيًا بالمقصُود، واضحًا فِي
مباحثِهِ ومضامينِهِ، فجزاهُ اللَّهُ خيرَ الجزاء عمَّا وَضَّح وبيَّن، وَنَفعَ
اللَّه بجُهُوده، وَبَارك فيه، وَصلَّى اللَّهُ وسلَّم عَلَى نبيِّنا مُحمَّدٍ
وآلِهِ وصحبه.
كَتبهُ
صالح بْن فوزان بْن عبد اللَّه الفوزان
عُضو هيئة كبار العُلماء
في: 15/ 6/ 1423هـ
****
([1])أخرجه: البخاري رقم (2704).
الصفحة 2 / 325