وأَلْصَقُوا بها ما يَحْدُثُ من بَعْض الأشْخَاص
أو الجَمَاعات المَشْبُوهة من اعْتِدَاءٍ عَلَى النَّاس، ومن تَخْريبٍ
وتَفْجيراتٍ، والَّذين أَلْصَقُوا هَذِهِ الأعمالَ الإجراميَّة بالدَّعوة يُريدُون
بذَلِكَ تَشْويهَها، وتَنْفير النَّاس منها، وَيقُولُون: إنَّ الَّذينَ يقُومُون
بهَذِهِ الأعْمَال الإجراميَّة وهَّابيُّون، وَقَد انْطَلقت هَذِهِ الفكرةُ عَلَى
بَعْض النَّاس، فَصَار يَنْفرُ من اسم الوهَّابيَّة، وهُوَ لا يَدْري ما وَرَاء
الأَكَمة من كيدٍ وَصدٍّ عن هَذِهِ الدَّعوة المُبَاركة، وهيَ بريئةٌ كُلَّ
البَرَاءة من الإرْهَاب والتَّخريب؛ لأنَّها دَعْوةُ إصلاحٍ وخيرٍ وأمنٍ وإيمانٍ،
لا دَعْوة إفسادٍ فِي الأرض.
واسمُ الوهَّابيَّة إنْ كَانَ يُرادُ به اتِّباعُ الشَّيخ مُحمَّد بْن عبد
الوهَّاب فِي مَنْهجه فِي الدَّعوة إِلَى اللَّه عَلَى ضَوْءِ الكتاب والسُّنَّة
وما عَلَيْه السَّلفُ الصَّالحُ، فهُو اسمٌ لا مَحْذُورَ فيه، بل هُو شَرفٌ لمَنْ
سار عَلَيْه واتَّبعهُ، كَمَا قَالَ الشَّيخُ مُلاَّ عمران رحمه الله:
إنْ كَانَ تابعُ أحمدَ مُتوهِّبًا *** فَلْيشهدُ الثَّقلان بأنَّني وهَّابي
وقَالَ الشَّيخُ سُليمانُ بْن سحمان رحمه الله:
نعم نحنُ وهَّابيَّةٌ حنفيَّةُ *** حَنيفيَّة نَسْعى لمَنْ غاضنا المُرَّا
ومَنْ هَاضَنا أو غَاضَنا بمَغيضةٍ *** سنَصْعقه صعقًا ونكسرُهُ كَسْرَا
وإنْ كَانَ القَصْدُ من هَذِهِ التَّسمية أنَّ دعوةَ الشَّيخ مذهبٌ خامسٌ،
وأنَّها إرهابيَّةٌ وخارجةٌ عن مَذْهب أهل السُّنَّة والجَمَاعة، فهَذَا كذبٌ، ولا
تضُرُّنا هَذِهِ الإشاعةُ الكاذبةُ، والفِرْيةُ المَكْشُوفةُ، والدَّعْوى الَّتي
لا حَقيقَة لها، واللَّهُ وليُّ التَّوفيق، وهُوَ حَسْبُنا ونِعْمَ الوكيل.
وصلَّى اللَّهُ وسلَّم عَلَى نَبيِّنا مُحمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبه
أجْمَعين.
****
الصفحة 2 / 325