الأَمْرُ الثَّالثُ: أنَّ الكَاتبَ اعتبر أنَّ
البَرَاءة من الطَّوائف الضَّالَّة والمُبْتدعة يُعَدُّ من الغُلُوِّ والتَّشدُّد،
ولذَلِكَ طلب التَّسامُح والصَّفا مع كافَّة البَشَر بما فيهم الكُفَّار واليَهُود
والنَّصارى والطَّوائف الضَّالَّة، فقَالَ: «بل وَصَل الأمرُ إِلَى أن يجد
السُّنِّيُّ فِي نَفْسه عَلَى الشِّيعيِّ»، هَكَذا بجميع طَوَائف الشِّيعة! هَلْ
يرى الكاتبُ - سَامَحه اللَّه - أنَّ السُّنِّيَّ والشِّيعيَّ سَواء فِي الاعتقاد،
وبَيْنهُما من الفُرُوق الاعتقاديَّة ما لا يَخْفى إلاَّ عَلَى جَاهِلٍ أو
مُغْرضٍ؟!
ومَنْ كَانَ فِي شكٍّ، فَلْيَرجع إِلَى كُتُب الفَريقَين، وأَيْنَ عقيدةُ
الوَلاَء والبَرَاء الَّتي هي من أُصُول الدِّين، وَمِنْ مِلَّةِ إبْرَاهيم؟!
إنَّهُ يَجبُ عَلَى الكَاتب - هَداهُ اللَّه - أن يُرَاجع نَفْسَهُ، وإنْ كَانَ يخفى
عَلَيْه ذَلِكَ، فلا يدخُلُ فيما لا يُحْسنُهُ، فإنَّ القولَ عَلَى اللَّه بِلاَ
عِلْمٍ عَديلُ الشِّرْك، أو هُوَ أشدُّ منهُ، وفَّقنا اللَّهُ وإيَّاهُ لمَعْرفة
الحقِّ والعَمَل به، إنَّهُ سميعٌ مُجيبٌ، والحمدُ للَّه ربِّ العَالَمين، وصلَّى
اللَّهُ وسلَّم عَلَى نبيِّنا مُحمَّدٍ.
****
الصفحة 2 / 325
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد