المَحْذُور، ومن بَاب الوقَاية «والوقايةُ خيرٌ
من العِلاَجِ»، وَلَكن مَن ابْتُلي بتَناوُل هَذِهِ المَحْظُورات، وَوَقع فريسةً
لها، فإنَّ أمامه بابُ التَّوبة والإقلاَع عنها، والرُّجُوع إِلَى عَقْله ودينِهِ
ورُشده، ومَنْ تابَ، تابَ اللَّهُ عَلَيْه، ومَنْ تركَ شيئًا للَّه، عوَّضهُ
اللَّهُ خيرًا منه: ﴿فَإِذَا
بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ فَارِقُوهُنَّ
بِمَعۡرُوفٖ وَأَشۡهِدُواْ ذَوَيۡ عَدۡلٖ مِّنكُمۡ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ
لِلَّهِۚ ذَٰلِكُمۡ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ
ٱلۡأٓخِرِۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢ وَيَرۡزُقۡهُ
مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ
إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا﴾ [الطلاق: 2، 3].
واللَّهُ جل وعلا يقُولُ: ﴿۞قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا
تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ
إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ٥٣ وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ
رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ لَهُۥ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ ثُمَّ لَا
تُنصَرُونَ﴾ [الزَّمر: 53، 54].
ثُمَّ إنَّهُ يَجبُ عَلَى المُسْلم أن يبتعدَ عن رُفْقة السُّوء، ومُجَالسة
أَهْل الفَسَاد؛ لأنَّهُم يُؤثِّرُون عَلَى مَنْ خَالطهُم وَجالسَهُم، وبئسَ
الجُلساءُ، وبئسَ الأَصْدَقاءُ:
إِذَا صحبتَ قومًا فَاصْحَبْ خِيَارهُم *** ولا تَصْحب الأَرْدى فتَرْدى مع
الرَّدي
هَذَا، وأَسْأَلُ اللَّهَ لي ولإخْوَاني المُسْلِمِين السَّلامة والعافيَة
من كُلِّ سُوءٍ، وأنْ يُعَافِي المُبْتلين، ويُوفِّقهُم للتَّوبة، وصلَّى اللَّهُ
وسلَّم عَلَى نبيِّنا مُحمَّدٍ وآلِهِ وصحبِهِ.
****
الصفحة 2 / 325