واجْتهَاد المُجْتهد إنَّما هُوَ رأيُهُ، ولا يُقَال: إنَّهُ هُوَ حُكْمُ
اللَّه، بل قَدْ يُوافقُ حُكْمَ اللَّه، وقَدْ يُخالفُهُ، وكُلٌّ يُؤْخذ من قولِهِ
ويردُّ إلاَّ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وَاجْتهَادات المُجْتهدين لا
تَنْقسمُ إِلَى ثَوَابتَ ومُتغيِّراتٍ؛ لأنَّها كُلَّها قَابلةٌ للتَّغيير متى
ثَبَت أنَّها مُخالفةٌ للدَّليل، أمَّا أحْكَامُ اللَّه ودينُهُ، فإنَّها لا
تَقْبلُ التَّغييرَ ولا التَّبديلَ، فَيجبُ عَلَى طَلَبة العلم أن يتحفَّظُوا فِي
كَلاَمهم، ولا يَدَعُوا فيه مجالاً لأَهْل الأهْوَاء والنَّزعات البَاطلة؛
لأنَّهُم يَتَكلَّمُون بلِسَانِ العُلَماء، ويحتجُّ بقَوْلهم فِي أُمُور الدِّين.
وَفَّق اللَّهُ الجميعَ للعِلْمِ النَّافع، والعَمَل الصَّالح، وصلَّى
اللَّهُ وسلَّم عَلَى نبيِّنا مُحمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وصحبِهِ.
****
الصفحة 2 / 325
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد