وقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لمُعَاذٍ: «إِنَّكَ
تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ
إِلَيْهِ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ
اللهِ» الحَديث ([1]).
3- إنْ كَانُوا لا يُؤمنُون بمُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَلاَ يَقْبلُون
الدَّعوةَ إِلَى الإِسْلاَم، بل يُريدُون منَّا أن نعترفَ بصِحَّةِ دِينِهم،
وَنُوَافقُهُمْ عَلَيْه، فإنَّهُ لا يجُوزُ الحوَارُ مَعهُم لعَدَم الجَدْوى منهُ،
ولمَا فِي ذَلِكَ من إقْرَار البَاطل.
وهُمْ لا يكفُّون عن شَرِّهم وعَدَاوتهم للمُسْلِمِين، ولا يَرْضون إلاَّ
أنْ نَتْرُكَ دينَنا، ونَدْخُل فِي دِينِهمْ ﴿وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰ تَهۡتَدُواْۗ﴾ [البقرة: 135]. ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَا
تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ قَالُوٓاْ إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ﴾ [البقرة: 11]. ﴿وَدَّ كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ
ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ﴾ [البقرة: 109]، وَالَّذين
يَدْعُون إِلَى الحوَار مِنْهُمْ هُمُ الَّذين يقتُلُون المُسْلِمِين شرَّ قتلةٍ
الآنَ، ويُشرِّدُونهُم من دِيَارِهم ﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ
مِلَّتَهُمۡۗ﴾ [البقرة: 120]، هَذَا ما أَرَدتُ توضيحَهُ حَوْل هَذِهِ المَسْألة،
وباللَّهِ التَّوْفيق.
****
([1])أخرجه: البخاري رقم (1458)، ومسلم رقم (19).
الصفحة 2 / 325