وإِذَا كَانَ الرِّجالُ لا يُصفِّقُون عندَ
الحَاجَة وَهي تَنْبيهُ الإمام فِي الصَّلاة، إِذًا فكَيْفَ يُصفِّقُون فِي
خَارجهَا لغَيْر حَاجَةٍ؟! وقَدْ لَعَن النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم المُتشبِّهين
منَ الرِّجال بالنِّساء، وَأيضًا كَانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا
أعْجَبهُ شيءٌ، فإنَّهُ يُكبِّر، ولم يكُن يُصفِّقُ، وقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى:
﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي
رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ﴾ [الأحزاب: 21].
وقَدْ صَدَر من اللَّجنة الدَّائمة للإفتاء فَتْوى فِي أنَّ التَّصفيقَ من
خَصَائص النِّساء، ومن خِصَالِ الجاهليَّة، وأقُولُ: إنَّهُ وافدٌ إلَيْنا من
عَادَات الكُفَّار المُعَاصرين، وقَدْ نُهِينَا عن التَّشبُّه بِهِم بقَوْل
النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ([1])، وَهَذِهِ ظَاهرةٌ دَنيئةٌ لا تَليقُ بالرِّجال ذَوي الشَّهامَة
وَالمُرُوءة والرُّجُولة، وإنِّي أَسْألُ مَنْ يُفْتى بجَوَاز التَّصفيق للرِّجال،
هَلْ سيُصفِّقُ مع مَنْ يُصفِّقُون، أوْ يَتَرفَّعُ عن ذَلِكَ ويَمْتنعُ عن ذَلِكَ
ويَمْتنعُ منهُ؟! هَذَا ونَسْألُ اللَّهَ التَّوفيقَ لقَوْل الحقِّ والعَمَل به،
وَصَلَّى اللَّهُ وسلَّم عَلَى نبيِّنا مُحمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصحابِهِ
أجْمَعين.
****
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4031)، وأحمد رقم (5114).
الصفحة 2 / 325
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد