×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

 الاتِّهامات، والآن ظَهَر مِصْداقُ ما تَخوَّفه، وما يقُولُهُ هَؤُلاَء العُلَماءُ النَّاصحُون كَمَا قَالَ الشَّاعرُ:

أَمَرتهمُوا أَمْري بمُنْعرج اللوَى *** فلَمْ يَسْتَبينُوا الرُّشدَ الأضْحَى الغَد

فَهَل آنَ الأوانُ لأنْ نَتعقَّل فِي أُمُورنا، ونَرْجع إِلَى صَوَابنا، وأَنْ نُعيدَ الثِّقة فِي عُلَمائنا، وَالنَّاصحينَ؟! حَانَ الأوَانُ للمَسْئُولينَ منَّا - كُلٌّ بحَسَبه - أَنْ يَحْفظُوا الثُّغُور الَّتي هُمْ عَلَيْها أن يُؤْتَى الإِسْلاَم من قَبْلها، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ([1])، لقَدْ آنَ الأَوَانُ لوُلاَة الأَمْر وللعُلَماء والقَائِمِين عَلَى التَّعليم وللآبَاء وَللمُدرِّسين أنْ يَكُونَ كُلٌّ من هَؤُلاَء عَلَى مُسْتوى المَسْئُوليَّة عَلَى من تَحْت يَده بإِيصَالِ الخَيْر إلَيْهم، ومَنْع الشَّرِّ وَوَسائله عَنْهُم، وأنْ نَكُون يدًا وَاحدةً ضدَّ الأفْكَار الدَّخيلة، والدَّعوات المُضلِّلة الَّتي تغزُو بلاَدَنا وشَبَابنا، وأن يَكُون تَوْجيهُ شَبَابنا بأَيْدينا لا بأَيْدي غَيْرنا، وَفَّق اللَّهُ الجميعَ لمَا فيه الخيرُ، وَمَا فيه صلاحُ الإِسْلاَم والمُسْلِمِين.

وصلَّى اللَّهُ عَلَى نبيِّنا مُحمَّدٍ وآلِهِ وصحبِهِ.

****


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (893)، ومسلم رقم (1829).