الاتِّهامات، والآن ظَهَر
مِصْداقُ ما تَخوَّفه، وما يقُولُهُ هَؤُلاَء العُلَماءُ النَّاصحُون كَمَا قَالَ
الشَّاعرُ:
أَمَرتهمُوا أَمْري بمُنْعرج اللوَى *** فلَمْ يَسْتَبينُوا الرُّشدَ
الأضْحَى الغَد
فَهَل آنَ الأوانُ لأنْ نَتعقَّل فِي أُمُورنا، ونَرْجع إِلَى صَوَابنا،
وأَنْ نُعيدَ الثِّقة فِي عُلَمائنا، وَالنَّاصحينَ؟! حَانَ الأوَانُ
للمَسْئُولينَ منَّا - كُلٌّ بحَسَبه - أَنْ يَحْفظُوا الثُّغُور الَّتي هُمْ
عَلَيْها أن يُؤْتَى الإِسْلاَم من قَبْلها، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ
رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ([1])، لقَدْ آنَ الأَوَانُ لوُلاَة الأَمْر وللعُلَماء والقَائِمِين عَلَى
التَّعليم وللآبَاء وَللمُدرِّسين أنْ يَكُونَ كُلٌّ من هَؤُلاَء عَلَى مُسْتوى
المَسْئُوليَّة عَلَى من تَحْت يَده بإِيصَالِ الخَيْر إلَيْهم، ومَنْع الشَّرِّ
وَوَسائله عَنْهُم، وأنْ نَكُون يدًا وَاحدةً ضدَّ الأفْكَار الدَّخيلة،
والدَّعوات المُضلِّلة الَّتي تغزُو بلاَدَنا وشَبَابنا، وأن يَكُون تَوْجيهُ
شَبَابنا بأَيْدينا لا بأَيْدي غَيْرنا، وَفَّق اللَّهُ الجميعَ لمَا فيه الخيرُ،
وَمَا فيه صلاحُ الإِسْلاَم والمُسْلِمِين.
وصلَّى اللَّهُ عَلَى نبيِّنا مُحمَّدٍ وآلِهِ
وصحبِهِ.
****
([1])أخرجه: البخاري رقم (893)، ومسلم رقم (1829).
الصفحة 2 / 325
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد