﴿وَأَوۡفُواْ
بِعَهۡدِ ٱللَّهِ إِذَا عَٰهَدتُّمۡ﴾ [النَّحل: 91]، ومن أَشدِّ أنْوَاع الإرْهَاب ما يَجْري الآنَ من
التَّفجيرات المُروِّعة والتَّخْريبات المُدمِّرة فِي بلاَد المُسْلِمِين وَبلاَد
المُعَاهدين من الكُفَّار، وكَذَلك فِي بلاَد المُحَاربين إِذَا كَانَ يَترتَّبُ
عَلَيْها الإضْرَارُ بالمُسْلِمِين، وتَشْويه صُورَة الإِسْلاَم.
ولَيْس من الإرْهَاب المُطَالبة بالحُقُوق بالطُّرُق المَشْرُوعة الَّتي لا
يَترتَّبُ عَلَيْها إضْرَارٌ بالمُسْلِمِين، ولا تَشْويهٌ لصُورَة الإِسْلاَم،
وإنَّما الإرْهَاب هُو الظُّلْمُ واغْتصَابُ الحُقُوق بالقُوَّة والبَطْش،
واحْتلاَل بلاَد المُسْلِمِين وقَتْلهم وتَخْريب مُمْتلَكاتهم إِذَا طَالبُوا
بحَقِّهم بالطُّرُق المَشْرُوعة.
وكَذَلك لَيْسَ من الإرْهَاب جهادُ الكُفَّار لإزَالَة الكُفْر والشِّرْك،
وإقْرَار العَدْل فِي الأَرْض، ونَشْر الدِّين الحقِّ الَّذي تحصُلُ به سَعَادة
البشريَّة، وإخْرَاجها من الظُّلُمات إِلَى النُّور إِذَا تَوفَّرت إمْكَانيَّات
الجهَاد فِي سَبيل اللَّه عَلَى وَفْق ما شَرَعهُ اللَّهُ؛ وكَمْ سَعدَت
البشريَّةُ من جَرَّاء الجهَاد فِي سَبيل اللَّه، وكَمْ شَقيَت من جَرَّاء فَقْد
الجهَاد المَشْرُوع، وَالكافرُ الَّذي يُقَاومُ الدَّعوةَ إِلَى اللَّه، ويُقَاومُ
الجهَادَ فِي سَبيل اللَّه هُوَ الإرْهَابيُّ الَّذي يَجبُ كفُّ شرِّه عن
البَشريَّة.
نَسْألُ اللَّهَ أن يُعيدَ للإِسْلاَم قُوَّتَهُ، وللحقِّ مَكَانته، وصلَّى
اللَّهُ وسلَّم عَلَى نبيِّنا مُحمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبه وسَلَّم.
كتبه
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
****
الصفحة 2 / 325