الذين يخالفون صفة صلاة الرسول صلى الله عليه
وسلم، فهم إما أن يطيلوا ويشُقُّوا على المأمومين، وإما أن يخفِّفوا ويخِلُوا
بالصلاة، والمطلوب الجمع بين الصِّفتين.
وقوله: «وفي رواية
الصحيح: «وَإِذَا رَفَعَ...»» أي: بالإضافة إلى الاعتدال من الركوع
وإطالة ذلك حتى يُظنُّ أنه نَسِي، كذلك كان يطيل إذا رفع من السجود؛ لأنَّ الجلوس
بين السَّجدتين ركن من أركان الصلاة لا بدَّ فيه من الاطمئنان، فمن أوجزه وخفَّفه،
فإنه يكون مضيِّعًا ومُخِلًّا بركُنٍ من أركان الصلاة.
وقوله: «فهذا يُبيّن لك أنَّ أنسًا أراد بصلاة رسول الله إطالة الركوع...» أي: أنَّ هذا من أنس ردٌّ على المخالِفين الذين يخالفون في القيام في الصلاة فيطيلونَه، في حين أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم كان يوجزه، ويخفّفون ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتريّث فيه، فهم مخالفون للرسول صلى الله عليه وسلم في الصفتين: في تطويل القيام، وفي تقصير الاعتدالين، والمطلوب من المسلم أن يعتدل في صلاته، فيجعلها متناسبة في الاعتدال.
الصفحة 2 / 417
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد