×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

وقد قدَّمنا ما رواه البخاري في «صحيحه» ([1]) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنَّه كتب إلى المسلمين الـمُقيمِينَ ببلادِ فارَس: إياكم وزِيَّ أهل الشّركِ. وهذا نهيٌ منه للمسلمين عن كل ما كان من زِيِّ المشركين. وقال الإمام أحمد في «المسنـد»: حدَّثنا يزيد، حدَّثنا عاصم، عن أبي عثمان النَّهديّ، عن عمرَ بن الخطّاب، أنَّه قال: اتَّزِروا، وارْتَدوا، وانتَعِلوا، والبَسوا الخِفافَ والسّراويلاتِ، والْقوا الرُّكَب، وانزوا نَزْوًا، وعليكم بالمعَدِّيَّة، وارمـوا الأغراض، وذَروا التَّنعُّمَ وزِيَّ العجم، وإيّاكم والحرير، فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عنـه، وقال: «لاَ تَلْبَسُوا مِنَ الْحَرِيرِ إلاَّ مَا كَانَ هَكَذَا». وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بإصبَعيه. وقال أحمد ([2]): حدَّثنا حسن بن موسى، حدَّثنا زهير، حدَّثنا عاصم الأحول، عن أبي عثمان، قال: جاءنا كتابُ عمرَ رضي الله عنه ونحن بأذربيجان: يا عتبةَ بنَ فَرقَد، إياكم والتَّنعُّم، وزِيَّ أهـل الشِّرك، ولَبـوس الحرير، فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن لَبوس الحرير، وقال: «إِلاَّ هَكَذَا»، ورفع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إصبعيه. وهذا ثابت على شرط «الصحيحين». وفيه: أنَّ عمر رضي الله عنه أمر بالمعدِّية، وهي زِيُّ بني مَعَدِّ بن عدنان، وهم العرب، فالمعدِّيَّة نِسبة إلى مَعدّ، ونهى عن زيّ العجم وزيّ المشركين، وهذا عامٌّ كما لا يخفى، وقد تقدم هذا مرفوعًا، والله أعلم به.

***

قوله: «إنَّ عمر كتب إلى المسلمين المقيمين ببلاد فارس: إيّاكم وزيَّ أهل الشرك...» يعني: أنَّ كل ما كان من زيّ المشركين


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (301).

([2])أخرجه: أحمد رقم (91).