ولهذا ذَكَر أبو محمد
حربُ بن إسماعيل الكرماني - صاحب الإمام أحمد - في وصفه للسُّنة التي قال فيها:
هذا مذهب أئمَّة العلم وأصحابِ الأثَر، وأهل السُّنة المعروفينَ بها، المقتَدى بهم
فيها، وأدركتُ مَن أدركتُ من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرِهم عليها، فمَن
خالف شيئًا من هذه المذاهب أو طَعن فيها أو عاب قائلَها، فهو مُبتَدِعٌ خارجٌ منَ
الجماعة، زائلٌ عن منهج السُّنة وسبيلِ الحق، وهو مذهبُ أحمدَ، وإسحاقَ بنِ
إبراهيمَ بن مَخْلَد، وعبدِ الله بن الزُّبير الحُميدي، وسعيدِ بن منصور، وغيرِهم
ممّن جالسنا، وأخذْنا عنهم العلمَ، وكان من قولهم: إنَّ الإيمان قولٌ وعملٌ
ونيَّةٌ...، وساق كلامًا طويلاً إلى أن قال: ونعرف للعرب حقَّها وفضلَها
وسابقتِها، ونحبُّهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حُبُّ الْعَرَبِ
إِيمَانٌ وَبُغْضُهُمْ نِفَاقٌ» ([1])، ولا نقول بقول
الشُّعوبية وأراذِلِ الموالي الذين لا يُحبُّون العربَ، ولا يُقِرُّون بفضلِهم،
فإنَّ قولهم بِدْعةٌ وخلافٌ.
***
حرب الكرماني صاحب الإمام أحمد، له مؤلف في بيان عقيدة أهل السُّنة والجماعة، ذكر الشيخ مقتطفًا أو قطعة منه، ومن ذلك أنهم يقولون: إنَّ الإيمان قول وعمل ونيّة، وهذا هو مذهب أهل السُّنة والجماعة في تعريف الإيمان، أنَّه مكوَّن من قولٍ باللسان، وعملٍ بالجوارح، ونيَّةٍ في القلب، ولهذا قالوا: الإيمان: قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، يزيـد بالطاعة، وينقص بالمعصية،
الصفحة 1 / 417