والدليل على فضل جنس العرب،
ثم جنس قريش، ثم جنس بني هاشم ما رواه الترمذيُّ ([1]) من حديث إسماعيلَ
بنِ أبي خالدٍ، عن يزيدَ بنِ أبي زيادٍ، عن عبد الله بنِ الحارث، عن العباسِ بن
عبد المطلب رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله، إنَّ قريشًا جلسوا فتذاكروا
أحسابَهم بينهم، فجَعَلوا مَثَلَك كمَثَلِ نخلةٍ في كُبْوةٍ من الأرض، فقال
النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ فَجَعَلَنِي مِنْ
خَيْرِ فِرَقِهِمْ، وَخَيْرِ الْفَرِيقَيْنِ، ثُمَّ خَيرَ الْقَبَائِلَ
فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِ القَبِيلَة، ثُمَّ خَيرَ الْبُيُوتَ فَجَعَلَنِي مِنْ
خَيْرِ بُيُوتِهِمْ، فَأَنَا خَيْرُهُمْ نَفْسًا، وَخَيْرُهُمْ بَيْتًا»، قال
التِّرمذي: هذا حديث حسنٌ، وعبدُ الله بن الحارث: هو ابن نوفل. الكِبَا بالكسر
والقَصْر، والكُبَّة: الكُناسة، وفي الحديث: «الكُبْوة» وهي مثل الكُبَة.
والمعنى أنَّ هذه
النخلةَ طيِّبةٌ في نفسِها، وإن كان أصلُها ليس بذاك، فأخبرَ صلى الله عليه وسلم
أنَّه خيرُ الناسِ نَفْسًا ونَسَبًا.
***
الدين والإيمان، فلا فضل إلاَّ بالإيمان والدين
والتَّقوى. وفي هذا الحديث إرشاد إلى أنه لا يَحِلُّ التباغضُ - وهو التقاطعُ
والإعراض - بين المسلمين عمومًا، لما فيه من المفسدة وافتراق كلمتهم، وفيه
الدَّعوة إلى المعاشرة فيما بينهم بالمودَّة والرِّفق والتعاون في الخير، وفيه
النَّهي عن التباغُض، إشارة إلى النَّهي عن الأهواء المضلَّة كالحسد والتفاخر
والتقاطع الموجِب للتباغض.
نعم، قريش هي القبيلة المعروفة، وهي تاج العرب وأشرف
الصفحة 1 / 417