العرب، ولكنهم ينقسمون إلى بطون وبيوت، بينهم
شيء من الحزازات والعصبيَّات من بقايا الجاهلية لعصبيَّة بينهم، وكانوا يتنافسون
في مكة على الرئاسة، بين بني مخزوم وبني هاشم،... إلخ، وهذا ناشئ من هذا التفاخر.
فالنبيُّ صلى الله عليه وسلم غضب - لـمّا بلغه ذلك - من إنكار فضل بني هاشم،
وتميُّز بني هاشم على بطون قريش، أنكر هذا أشدَّ الإنكار، وبيَّن صلى الله عليه
وسلم أنَّ بني هاشم لهم فضل، وأنه ليس تفضيلهم من أجل أنَّه بُعث من بينهم، بل لهم
فضل في أنفسهم، فهم أفضل بطون قريش، ولذلك اختار الله نبيَّه منهم، والله لا يختار
إلاَّ ما هو خير، وما هو أحسن، وهو أعلم سبحانه وتعالى حيث يجعل رسالته. فالعرب
أفضل من غيرهم، ثم بنو كنانة، ثم قريش، ثم بنو هاشم، فيكون بنو هاشم لهم فضائل
اجتمعت في حقِّهم، من هذه الأمور: أنهم عرب، وأنهم من بني كنانة، وأنهم من قريش،
وأنهم من بني هاشم، وأنَّ منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.فمن يجحد فضل هذا
البيت العظيم؟ هذا البيت الذي بُعث منه هذا النبيُّ الكريم فإنه يُنكَر عليه؛
لأنَّ في هذا غمطًا بالباطل، فأنكر صلى الله عليه وسلم ذلك لا من بـاب العصبيـة،
وإنما من باب كونه حقيقةً.
وقوله: «والمعنى أنَّ النَّخلة طيِّبة في نفسها...» هذا يعني أنَّه صلى الله عليه وسلم خير الناس نفسًا، ونسبًا؛ لأنه من بني هاشم، وبنو هاشم أفضل العرب على الإطلاق، فهو أفضلهم في نفسه وأفضلهم في نَسَبه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد