وحق، فأراد إبراهيم عليه السلام أن ينفِّذ ما
أُمر به في الرؤيا، ففداه الله بذبح عظيم، وهو الشاة أو الخروف من الجنَّة، فذَبح
وصارت سُنَّة في ذريته إلى يوم القيامة، وهي الأُضحية. ومثله الخِتان، فإنّ أول من
اختتن إبراهيم عليه السلام، فاستمر هذا شرعًا في ذريته، وهو من سُنن الأنبياء، كما
جاء في الحديث، فإذا عملنا به فليس معنى هذا أننا تشبهنا بهم، وإنما معناه أننا
عملنا بشرعٍ مستمرٍ ومضطرد.
ثانيًا: الجواب عن صوم
النبي صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء مع أنَّ اليهود يصومونه:
قوله: «وأما حديث
عاشوراء فقد ثبت أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصومه قبل استخباره
لليهود...» يعني: أنَّ صيام عاشوراء لم يكن يفعله النبيُّ صلى الله عليه وسلم
حين علم أنَّ اليهود يصومونه لما قدم المدينة، وإنما كان يصومه في مكة قبل الهجرة،
بل كانت قريش تصومه، فهو يوم يصومه من قبل، فليس صيامه من التشبُّه باليهود؛
لأنَّه مشروع لنـا، ومشروع لمن قبلنا.
فالحاصل: أن صومه صلى الله عليه وسلم له بعد قدومه المدينة استمرارًا فيما كان يفعله من قبل، وإنما سأل اليهود: لماذا تصومون؟ من باب التقرير وإظهار الحكمة من صيامه، وهو أنَّه يوم نصرَ الله فيه موسى وقومَه، وأغرق فرعون وقومَه، فهو تذكير للمسلمين، وهو بيان للسِّر في صوم هذا اليوم، ثم إنَّ صوم عاشوراء كان في البداية واجبًا، ثم لما فُرض رمضان نُسخ الوجوب وبقي صومه سُنَّة مستحبَّة. قوله: «إنَّ عاشوراء
الصفحة 1 / 417
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد