وكان الناس إذ ذاك
الخارجون عن هذا الكمال قسمين: إما كافر من اليهود والنصارى لم يقبل هُدى الله،
وإما غيرهم من العجم الذين لم يشركوهم فيما فُطروا عليه، وكان عامَّة العجم حينئذٍ
كفارًا من الفرس والروم.فجاءت الشريعة باتِّباع أولئك السابقين على الهدى الذي
رضيه الله لهم، وبمخالفة مَن سِواهم: إما لمعصيته، وإما لنقيصته، وإما لأنه
مِظنَّة النقيصة.فإذا نهت الشريعة عن مشابهة الأعاجم، دخل في ذلك ما عليه الأعاجمُ
الكفار قديمًا وحديثًا، ودخل في ذلك ما عليه الأعاجم المسلمون مما لم يكن عليه
السابقون الأولون. كما يدخل في مسمَّى الجاهلية العربية: ما كان عليه أهل الجاهلية
قبل الإسلام، وما عاد إليه كثير من العرب من الجاهلية التي كانوا عليها. ومَن
تشبَّه من العرب بالعجم لحق بهم، ومَن تشبَّه من العجم بالعرب لـحق بهم. ولهذا كان
الذين تناولوا العلم والإيمان من أبناء فارس، إنما حصل ذلك بمتابعتهم للدِّين
الحنيف بلوازِمه من العربية وغيرها.ومن نقص من العرب إنما نقص بتخلّيهم عن هذا،
وإما بموافقتهم للعجم فيما جـاءت السُّنة أن يخالفوا فيه، فهذا وجَه.
***
قوله: «وكان الناس إذ ذاك الخارجـون عن هذا الكمال قسمين: إما كافر...» يعني: أنَّ المخالفين قسمان: أحدهما: من أهل كتاب الذين كفروا بالله عز وجل وأبوْا أن يتبعوا هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أنَّ الذي لا يتبع هذا الرسول كافر، سواء كان من الكتابيين أو غيرهم،
الصفحة 1 / 417
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد