وفي «الصحيحين» ([1]) عَنِ عَائِشَةَ
وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَالاَ: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله
عليه وسلم، طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا
كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ: «لَعْنَةُ اللهِ عَلَى
الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»
يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا. وفي «الصحيحين» ([2]) أيضًا، عن
عائشةَ: أنَّ أُمَّ سلَمةَ وأُمَّ حَبيبة ذكرتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
كنيسة رأتاها بأرضِ الـحَبشَة، يقال لها: ماريَّة، وذكرتا من حُسنها وتَصاوير
فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ
الْعَبْدُ الصَّالِحُ، أَوِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا،
وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ عز
وجل ». وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم زَائِرَاتِ الْقُبُورِ، وَالْمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا الْمَسَاجِدَ
وَالسُّرُجَ، رواه أهل السُّنن الأربعة ([3]).
وقال الترمذي:
حديث حسن. وفي بعض نسخه: صحيح.
***
يقول: لا يجوز لعنهم ويجب أن نتسامح معهم فهم
أهل ديـن ونحن أهل دين، فنتجاور معهم وكلٌّ له دينه، وما أشبه ذلك، فهم بقولهم هذا
يسوّون الإسلام بالكفر والشرك بالتوحيد، ويقولون: إنها أديان. نقول لهم: ليس
العبرة بأن يكونوا على أي دين، إنما العبرة أن يكونوا على الدين الحق، هذا هو
المعتبَر، أمَّا من كان على دين باطل، فإننا نتبرّأ منه، ولا نتسامح معه، ونساويه
بدين الإسلام، أو نساوي بينه وبين المسلمين.
قوله: «لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى
([1])أخرجه: البخاري رقم (435)، ومسلم رقم (531).
الصفحة 1 / 417