وذلك مثل ما رواه مسلم في «صحيحه»
([1]) عن ابن عمرَ رضي
الله عنهما قال: سَمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لاَ تَغْلِبَنَّكُمُ
الأَْعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاَتِكُمْ، ألا إِنَّهَا الْعِشَاءُ ! وَهُمْ
يُعْتِمُونَ بِالإِْبِلِ».
وفي لفظٍ: أنَّ
النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ تَغْلِبَنَّكُمُ الأَْعْرَابُ عَلَى اسْمِ
صَلاَتِكُمُ الْعِشَاءِ فَإِنَّهَا فِي كِتَابِ اللهِ الْعِشَاءُ، وَإِنَّهَا
تُعْتِمُ بِحِلاَبِ الإِْبِلِ» ([2]).
***
بلا حاجة. وقريبٌ من
هـذا: مخالفـةُ مـن لم يُـكمِل دينـه مـن الأعراب ونحوِهم؛ لأنَّ كمالَ الدِّين:
الهجرةُ. فكان مَن آمَنَ ولم يُهاجرْ من الأعراب ونحوِهم ناقصًا، قال الله سبحانه
وتعالى: ﴿ٱلۡأَعۡرَابُ
أَشَدُّ كُفۡرٗا وَنِفَاقٗا وَأَجۡدَرُ أَلَّا يَعۡلَمُواْ حُدُودَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ
رَسُولِهِۦۗ﴾ [التوبة: 97].
سبق للمؤلِّف رحمه الله أن ذكر وجوب مخالفة المسلمين لليهود والنصارى وسائر الكفار، وذكر هنا أيضًا صنفًا آخر يشرع مخالفتهم، وهم الأعراب من المسلمين، والأعراب سكان البادية. فذكر أنه من المشروع للأعراب إذا دخل أحدهم في الإسلام، أن يهاجر من البادية إلى الحاضرة، من أجل أن يتفقَّه في دين الله؛ لأنَّ بقائه في البادية لا يُمكِّنه من التفقُّه في دين الله عز وجل. وهذه الهجرة كانت في أوّل الأمر واجبة على الأعراب، لئلاّ يبقوا على جهلهم وجفائهم، فكان من الواجب عليهم أن يهاجروا، أو يهاجر قسمٌ منهم من أجْل التفقُّه في دين الله، ثم الرُّجوع إلى قومهم من أجل تعليمهم وإرشادهم مما اكتسبوه من
([1])أخرجه: مسلم رقم (644).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد