قوله: «فلما جاء
الإسلام وفتحت الأمصار سكنوا البلاد من أقصى المشرق...» المقصود: أنَّ
العرب كانوا قبل الإسلام محصورين في جزيرة العرب، فلما جاء الإسلام، وانتشرت
الفتوح وانتشر الإسلام في المشارق والمغارب، انتقل كثير من العرب إلى البلاد
الأخرى، كبلاد فارس والروم، واستوطنوها وانتشروا فيها، ولا يمنع هذا أنهم عرب، وإن
استوطنوا بلاد العجم، كما أنه لا يمنع مَن استوطن بلاد العرب من العجم أنه عجمي في
الأصل.
قوله: «وهذه كانت
مساكن فارس والروم والبربر...» المقصود: أن بلاد العجم لما انتشر فيها
العرب واستوطنوها بموجب الفتوح الإسلامية، انتشرت فيها العربية؛ لأنَّ العرب نقلوا
معهم اللغة العربية والقرآن، والتزم الناس بالعربية؛ لأنَّ القرآن بلسان عربي
مُبين، فصارت بلاد العجم بعد ذلك منها ما غلبت عليها اللغة العربية، ومنها ما بقيت
على عجميتها وإن كانوا مسلمين.
قوله: «فهذه البقاع
انقسمت إلى: ما هو عربي» أي: إلى ما هو عربي ابتداءً وهي جزيرة العرب، وإلى ما
هو عربي انتقالاً بسبب سريان اللغة العربية إلى بلاد العجم، وإلى ما هو عجمي باقٍ
على عُجمته وهي بقية بلاد العجم التي لم تنتقل إليها العربية.
وقوله: «وكذلك الأنساب ثلاثة أقسام...» يعني: انقسمت إلى ثلاثة أقسام: منهم ما هو عربي باللسان وبالدار، ومنهم ما هو عجمي باللسان وبالدار، أو عجمي بالدار دون اللسان، أو عجمي باللسان دون
الصفحة 1 / 417
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد