وهذه الشروط أشهر شيء في كتب
الفقـه والعلم، وهي مجمع عليهـا في الجملة بين العلماء من الأئمة من المتبوعين
وأصحابهم وسائر الأئمة، ولولا شهرتها عند الفقهاء لذكرنا ألفاظ كلِّ طائفة فيها.
وهي أصناف:
الصنف الأول: ما
مقصوده: التميز عن المسلمين في الشعور واللباس والأسماء والمراكب والكلام ونحوها،
ليتميز المسلم من الكافـر، ولا يشبه أحـدهما الآخر في الظاهر، ولم يرض عمر رضي
الله عنه والمسلمون بأصـل التمييز، بـل بالتمييز في عامّة الهدي، على تفاصيل
معروفة في غير هذا الموضع، وذلك يقتضي إجماع المسلمين على التميز عن الكفار
ظاهرًا، وترك التشبه بهم، ولقد كان أمراء الهدى مثل العمرين وغيرهما يبالغون في
تحقيق ذلك بما يتم به المقصود.
***
أصناف الشروط
المشترطة على أهل الذِّمَّة:
قوله: «وهذه الشّروط أشهر شيء في كتب الفقه والعلم...» المقصود: أنَّ عمر رضي الله عنه فرض على أهل الذمّة من اليهود والنصارى زيادة على دفعهم الجزية للمسلمين وخضوعهم لأحكام الدين جملة من الشروط تتعلق بتمايزهم عن المسلمـين، حتـى يكون المسلمون أعزاء موحّدين لا يندمج معهم أهل الذِّمَّة، وهذه الشروط مُجمع عليها بين المسلمين لم يخالف عمرَ فيها أحد، ولولا أنها مشهورة ومعروفة لاستقصاها الشيخ رحمه الله كما يقول. والحقيقة أنَّ هذا التمايز بين
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد