والنهي عن هذا
العمل بلعنة اليهود والنَّصارى مستفيض عنه صلى الله عليه وسلم، ففي «الصحيحين» ([1])، عن أبي هريرة
رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ
وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»، وفي لفظ لمسلم ([2]): «لَعَنَ اللهُ
الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ».
***
بشخصيته وهويته، ولا
يتسرب إليه وثنيّات أو جاهليّات تدخل في دِينه ويحسبها أنها حسنة، فالمطلوب من
المسلم أن يحافظ على دينه وعقيدته، ويغلق الباب أمام البدع وما ليس من الدين، ولو
كان ذلك مستحسنًا عند الناس، فإنَّ العبرة ليست بالاستحسان العقلي والعرفي، وإنما
العبرة بما قام عليه الدليل من الكتاب والسُّنَّة.
هذا الحديث يشير كما
سبق بيانه إلى غلوّ أهل الكتاب في قبور أنبيائهم واتخاذها مكانًا للعبادة، وهذا
قاله النبي صلى الله عليه وسلم في سياق التحذير من مشابهة أهل الكتاب في ذلك،
وأشير هنا إلى مسألة يكثر السؤال عنها، وهي: هل يجوز لعن اليهود والنَّصارى؟
أقول: نعم، نلعن من كفر بالله، ومن أشرك بالله منهم، ونلعن من لم يستجب لرسولنا صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّه كافر بالله عز وجل والله قد لعن الكافرين والمنافقين، فنحن إنما نلعنهم بجرائمهم، لا نلعنهم من باب الهوى، وإنما نلعنهم بسبب جرائمهم التي أحدثوها في دينهم حيث غيروا دين أنبيائهم. والنبي صلى الله عليه وسلم ربط لعنهم بجريمتهم الشركيّة، ولا عبرة بقول من
([1])أخرجه: البخاري رقم (437)، ومسلم رقم (530).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد