وما أحدثته الجاهلية في
العبادة الشرعية يُزال:
«فإنَّ الله تعالى قال عن الكافرين: ﴿وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمۡ عِندَ ٱلۡبَيۡتِ إِلَّا مُكَآءٗ وَتَصۡدِيَةٗۚ﴾ [الأنفال: 35] » أي: إنَّ مما أحدثته الجاهلية عند البيت في صلاتهم: الـمُكاء والتصدية، والـمُكاء: هو الصَّفير، والتصدية: هي التَّصفيق، وقد كانوا في الجاهلية يعظِّمون البيت ويطوفون به، ويصلُّون عنده، ولكن يخلطون ذلك بالمكاء والتصدية، فالمسلمون منهيّون عن إدخال شيء من أفعال الجاهلية في عباداتهم كالمكاء والتصدية. وإنك لتجد مثل هذه الأمور الجاهلية عند بعض الصوفيّة، مما ورثه أهل البدع عن أهل الجاهلية، فإذا فعل من باب العبادة والزيادة فيها فهو حرام، وأما ما كان يُفعل من باب العادات، فإنا منهيون من أن نتشبّه بهم فيه وبناءً على ذلك فالتصفيق للرجال لا يجوز، والدليل: أنَّ أبا بكر لما صلّى بالصحابة، ثمَّ جاء النبي صلى الله عليه وسلم ليلتحق بالصلاة، وأبو بكر لا يشعر بمجيء الرسول صلى الله عليه وسلم، فلم يتأخر، حينها صفَّق الصحابة له، فنهاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن التصفيق، وقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِذَا نَابَكُمْ شَيْءٌ فِي صَلاَتِكُمْ أَخَذْتُمْ بِالتَّصْفِيق، إِنَّمَا التَّصْفِيق لِلنِّسَاءِ، مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلاَتِهِ فَلْيَقُلْ سُبْحَانَ اللهِ» ([1]) فإذا كان التصفيق للرجال ممنوعًا عند الحاجة إليه في الصلاة لتنبيه الإمام، فكيف يفعلونه في احتفالاتهم اقتداء بالكفار في ذلك في احتفالاتهم ومناسباتهم؟! فهو من التشبّه بهم، ثم إنه من التشبّه بالنساء ولا يجوز
الصفحة 1 / 417