وأيضًا مـا رَوَى
أبو داودَ والنسائيُّ وابن ماجه ([1])، من حديث عياش
ابن عباس، عن أبي الـحُصين المصري - يعني الـهَيثم بن شَفيٍّ - قَالَ: خَرَجْتُ
أَنَا وَصَاحِبٌ لِي يُكْنَى أَبَا عَامِرٍ رَجُلٌ مِنَ الْمَعَافِرِ لِنُصَلِّيَ
بِإِيلْيَاءَ وَكَانَ قَاصَّهُمْ رَجُلٌ مِنَ الأَْزْدِ يُقَالُ: لَهُ أَبُو
رَيْحَانَةَ مِنَ الصَّحَابَةِ قَالَ أَبُو الْحُصَيْنِ: فَسَبَقَنِي صَاحِبِي
إِلَى الْمَسْجِدِ ثُمَّ رَدِفْتُهُ فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَسَأَلَنِي هَلْ
أَدْرَكْتَ قَصَصَ أَبِي رَيْحَانَةَ قُلْتُ: لاَ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ:
«نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ عَشْرٍ، عَنِ الوَشْرِ،
وَالْوَشْمِ، وَالنَّتْفِ، وَعَنْ مُكَامَعَةِ الرَّجُلِ الرَّجُلَ بِغَيْرِ
شِعَارٍ، وَعَنْ مُكَامَعَةِ الْمَرْأَةِ الْمَرْأَةَ بِغَيْرِ شِعَارٍ، وَأَنْ
يَجْعَلَ الرَّجُلُ فِي أَسْفَلِ ثِيَابِهِ حَرِيرًا، مِثْلَ الأَْعَاجِمِ، أَوْ
يَجْعَلَ عَلَى مَنْكِبَيْهِ حَرِيرًا مِثْلَ الأَْعَاجِمِ، وَعَنِ النُّهْبَى،
وَرُكُوبِ النُّمُورِ، وَلُبُوسِ الْخَاتَمِ، إلاَّ لِذِي سُلْطَانٍ». وفي روايـة
عـن أبي ريحانـة، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم...
وهذا الحديث محفوظٌ من حَديث عياش بن عبّاس، رواه عنه المفضَّل بن فَضَالة،
وحَيْوة بن شُريحٍ المصري، ويحيى بن أيوب، وكلٌّ منهم ثقة.
***
اشتمل هذه الحديث على عدة أمور منهي عنها، والشاهد منه أنه نهى صلى الله عليه وسلم عن الحرير في أسفل الثوب، وعلّة النهي التشبّه بالأعاجم. قوله: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ عَشْرٍ، عَنِ الوَشْرِ...» يعني: وشر الأسنان، وهو ما يُسمى بالتفلُّج الذي يُعمل لأجل الزينة، وهذا قد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فلا يجوز أن يُعبث بالأسنان، وأن يُـجعل بينها فتحات
الصفحة 1 / 417