ففي «الصحيحين» ([1]) عَنْ أَبِي
عُثْمَانَ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ وَنَحْنُ بِأَذْرَبِيجَانَ: يَا
عُتْبَةُ بْنَ فَرْقَدٍ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَدِّكَ وَلاَ مِنْ كَدِّ أَبِيكَ،
وَلاَ مِنْ كَدِّ أُمِّكَ فَأَشْبِعْ الْمُسْلِمِينَ فِي رِحَالِهِمْ مِمَّا
تَشْبَعُ مِنْهُ فِي رَحْلِكَ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَعُّمَ وَزِيَّ أَهْلِ
الشِّرْكِ، وَلَبُوسَ الْحَرِيرَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
نَهَى عَنْ لَبُوسِ الْحَرِيرِ قَالَ: «إِلاَّ هَكَذَا»، وَرَفَعَ لَنَا رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِصْبَعَيْهِ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةَ
وَضَمَّهُمَا. وروى أبو بكر الخلاَّل، بإسناده عن محمد بن سيرين: أنَّ حذيفة بن
اليمان رضي الله عنهما، أتى بيتًا فرأى فيه حارستان: فيه أباريق الصُّفْر
والرَّصاص، فلم يدخله، وقال: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»، وفي لفظ
آخر: فرأى شيئًا من زيِّ العجم، فخرج، فقال: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ
مِنْهُمْ».وقال عليُّ بن أبي صالح السوَّاق: كنا في وليمة، فجاء أحمد بن حنبل،
فلما دخل نظر إلى كرسي في الدار عليه فضة فخرج، فلحقه صاحبُ الدار، فنفض يده في
وجهه، وقال: زِيُّ المجوس، زيُّ المجوس. وقال في رواية صالح: إذا كان في الدعوة
مسكِر، أو شيء من منكر من آنيـة المجوس الذهب والفضة، أو سَتْر الجدران بالثيـاب،
خرج ولم يَطعم. ولو تتبّعنا ما في هذا الباب عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مع ما
دلَّ عليه كتاب الله لطال بنا القول.
***
قوله: «يَا عُتْبَةُ بْنَ فَرْقَدٍ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَدِّكَ وَلاَ مِنْ كَدِّ أَبِيكَ...» يوجه عمر رضي الله عنه قائد الجيش عتبة بن فرقد بنصائح: منها: أن
الصفحة 1 / 417