ومن الناس
مَن قد يفضِّل بعض أنواع العجم على العرب، والغالب أنَّ مثل هذا الكلام لا يصدر
إلاَّ عن نوع نفاقٍ: إمّا في الاعتقاد، وإمّا في العمل الـمُنبعث عن هوى النفس مع
شبهات اقتضت ذلك، ولهذا جاء في الحديث: «حُبُّ الْعَرَبِ إِيمَانٌ وَبُغْضُهُمْ
نِفَاقٌ» مع أنَّ الكلام في هذه المسائل لا يكاد يخلو عن هوًى للنفس ونصيبٍ
للشيطان من الطرفين، وهذا محرَّم في جميع المسائل.
***
والأنصار من صميم العرب؛ لأنهم إما من أهل مكة
من قريش وأحلافهم وأتباعهم، وإما من الأنصار، وهم الأوس والخزرج من العرب
القحطانية، وأولئك من العرب العدنانية، فهم الذين قاموا بهذا الدين خير قيام،
ونصروه وآزروا الرسول صلى الله عليه وسلم وحموه، فلا يجحد فضلهم في هذا إلاَّ
مُبتَدِع.
وقوله: «وذهبت فرقةٌ من
الناس إلى أن لا فَضْلَ لجنس العرب على جنس العجم...» الشعوبية هي التي تنكر
فضل العرب، سُمِّيت بالشعوبية حسدًا منهم للعرب لأنها من شعوب غير عربية، وربما
يكون هذا مأخوذًا من قوله تعالى: ﴿وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ﴾ [الحجرات: 13] فقد
جاء في تفسير الآية أنَّ الشعوب للعجم والقبائل للعرب.
إذا كان التفضيل تفضيل تعصُّب وهوًى، كان هذا مذمومًا، فالذي يفضل العرب من أجل العصبية الجاهلية، دخل في هذا الذَّمِّ؛ لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عن الافتخار بالأنساب والإعجاب بالحسب، ونهى عن ذلك أشدَّ النهي لكونه من أمور الجاهلية. فالذي يفضِّل جنسًا على
الصفحة 1 / 417
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد