والأب واحد وهو آدم عليه السلام: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ
إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ
لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ
عَلِيمٌ خَبِيرٞ﴾ [الحجرات: 13]. فالربُّ ربٌ واحد، والأب أب واحد، والدين دين واحد، وهو
دين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم للعرب والعجم، فلا مجال
للانقسام.
قوله: «وإنَّ العربية
ليست لأحدِكم بأبٍ ولا أُم، إنما هي لسان، فمن تكلَّم بالعربية فهو عربي» أي:
أنَّ اللغة إنما هي مجرَّد اللسان فقط، ولا يُفتخر بالعربية أو باللسان العربي
لمجرد أنه عربي.
قوله: «دعهُ إلى
النار» أي: إنَّ عاقبته إلى النار، فكان قيس ممن ارتدَّ فقُتل في حروب الرِّدة
في عهد أبي بكر الصِّديق رضي الله عنه، وكانت خاتمة سُوء، والعياذ بالله، وهذه
معجزة للرسول صلى الله عليه وسلم حيث أخبر عن شيء يحصل في المستقبل فوقع.
قوله: «هذا الحديث
ضعيف...» يعني: قوله: «إنَّ الربَّ واحدٌ...» إلخ، لكن المعنى
صحيح، فمعناه صحيح وإن كان من ناحية السَّند ضعيفًا.
قوله: «ومن تأمل ما
ذكرناه في هذا الباب عرف مقصود الشريعة...» يعني: أنَّ من تأمل ما ذكره الشيخ
في هذا الباب - أي باب التشبه بالأعاجم - عرف الحكمة فيما نُهي عنه من التشبُّه
بهم، وأنَّ المراد: التشبُّه بهم في صفاتهم الخاصة في دينهم؛ لأنَّ التشبُّه بهم
في الظاهر يدل على محبتهم في الباطن، ومَن تشبَّه بقوم فهو منهم.
***
الصفحة 1 / 417