×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

ولهذا لـمَّا صلَّى عليٌّ رضي الله عنه عنه بالبصرة، قال عمران: لقد أذْكَرني هذا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت صلاةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم معتدِلة، كان يُخفَّف القيام والقعود، ويُطيل الرُّكوع والسُّجود، وقد جاء هذا مُفْسَّرًا عن أنسِ بنِ مالك نَفْسِه، فروى النَّسائيُّ، عن قُتيبةَ، عن العَطَّافِ بنِ خالدٍ، عن زيدِ بنِ أسلَمَ، قال: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ: «صَلَّيْتُمْ؟» قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: «يَا جَارِيَةُ هَلُمِّي لِي وَضُوءًا، مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ إِمَامٍ أَشْبَهَ صَلاَةً بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِمَامِكُمْ هَذَا» قَالَ زَيْدٌ: وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، وَيُخَفِّفُ الْقِيَامَ وَالْقُعُودَ ([1]). وهذا حديث صحيح، فإنَّ العطَّاف بن خالد المخزومي، قال فيه يحيى بن معين غير مرَّة: هو ثقة، وقال أحمد بن حنبل: هو من أهلِ مكَّة، ثِقة، صحيحُ الحديث، رُوي عنه نحو مئة حديث، وقال ابن عَديّ: يروي قريبًا مِن مئة حـديث، ولم أرَ بحـديثه بأسًا إذا حـدَّثَ عنه ثِقة. وروى أبو داود والنَّسائيُّ من حديث عبد الله بن إبراهيمَ بنِ عمرَ بنِ كَيْسانَ، حدثني أبي، عن وَهْبِ بنِ مانوس، سَمعْتُ سعيدَ بنَ جُبير يقولُ: سَمعْتُ أنسَ بنَ مالكٍ يقولُ: مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَشْبَهَ صَلاَةً بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ هَذَا الْفَتَى - يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ - قَالَ: «فَحَزَرْنَا فِي رُكُوعِهِ عَشْرَ تَسْبِيحَاتٍ، وَفِي سُجُودِهِ عَشْرَ تَسْبِيحَاتٍ» ([2]). وقال يحيى بن مَعين: إبراهيم بن عمر بن كَيْسان، يمانيٌّ ثِقة، وقال هشام ابن يوسُف: أخبرني إبراهيم بن عمر


الشرح

([1])أخرجه: النسائي رقم (981)، وأحمد رقم (13351).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (888)، والنسائي رقم (1135)، وأحمد رقم (12661).