- وكان مِن أحْسنِ النَّاس
صلاة - وابنه عبدالله قال فيه أبو حاتم: صالحُ الحديث، ووهَب بن مانوس - بالنُّون
- يقولُه عبدالله هكذا. وكان عبد الرزَّاق يقولُه بالباء المنقوطة بواحدةٍ مِن
أسفَل، وهو شَيْخٌ كبير قديم، قد أخذ عنه إبراهيمُ هذا، واتَّبعَ ما حدَّثَه به،
ولولا ثِقتُه عنده لما عمِل بما حدَّثهُ به، وحديثُه موافقٌ لرواية زَيْد بن
أسْلَم، وما أَعْلمُ فيه قَدْحًا.
***
قوله: «ولهذا لما صلَّى علي
رضي الله عنه بالبصرة قال عمران: لقد أذكرني...» المقصود: أنَّ عليًّا رضي
الله عنه صلَّى مثل صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهكذا أصحاب
الرسول صلى الله عليه وسلم يصلّون مثل صلاة نبيهم؛ لأنَّ الله جل وعلا
قال للمسلمين عمومًا: ﴿لَّقَدۡ
كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ﴾ [الأحزاب: 21]،
فكانوا يقتدون بالنبي صلى الله عليه وسلم، فالواجب على المسلمين الاقتداء
به فيما أمر، والانتهاء عما عنه نهى وزجر. فهذا عليٌّ رضي الله عنه من أكثر
الناس تمسّكًا والتزامًا بهديه صلى الله عليه وسلم مع أنه كان في أرضٍ
بعيدة عن المدينة، في أرض الغلو أرض الخوارج، ولكنه رضي الله عنه اقتدى بصلاة
النبي صلى الله عليه وسلم، فذكَّرهم بها، ويكون بذلك قد أحيى سُنَّة، ولقد
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَنَّ فِي الإِْسْلاَمِ سُنَّةً
حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا» ([1])، وهكذا ينبغي
للعلماء وطلبة العلم أن يُحْيوا السُّنن التي أُميتت، وأن ينشروها بين الناس من
أجل أن يعرفوا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله: «كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم معتدلة...» أي: كانت لا هي طويلة ولا قصيرة، وكان من سنته تطويل الركوع والسجود، وتخفيف
([1])أخرجه: مسلم رقم (1017).