فلا بدَّ من العمل بالكتاب والسُّنَّة، فأهل
الكتاب هَلكوا وعندهم التوراة والإنجيل، ولم ينفعهم ذلك شيئًا لما لم يعملوا بهما
في وقتهما قبل أن تُنسخا، وكذلك القرآن إذا بقي على الرفوف ولم يُعمل به، فإنَّه
بذلك لا ينتشر ولا يُقام الإسلام ولا ينتشر، فليس المراد بقاء الكتب وإنما المراد
بقاء العلماء والعمل والتنفيذ، وهذا إنما يملكه ولاة الأمور والذين أعطاهم الله
السلطة، فمسؤوليتهم أعظم من مسؤولية غيرهم، ولكن على البقية أن يتعاونوا معهم وأن
ينبّهوهم، وأن يدلُّوهم على الخير، حتى يكونوا يدًا واحدة.
قوله: «وتعقيب الحكم بالوصف دليل على أنّ الوصف علَّة...» يعني: أنَّ قول أبي بكر: إنَّ هذا من دِين الجاهلية، كونه من دس الجاهلية علَّةٌ للحكم، فهذا دليل على أنَّ ذلك الوصف عِلَّةٌ لذلك الحكم، فتكون إطالة الصمت تعبُّدًا من دِين الجاهلية فيجب تركها، لأننا نُهينا عن التشبُّه بأهل الجاهلية.
الصفحة 1 / 417
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد