وروى أيضًا أبو
الشيخ بإسناده عن محمد بن قيس، وسعيد بن عبد الرحمن ابن حِبَّان قالا: دخل ناس من
بني تغلب على عمر بن عبد العزيز، وعليهم العمائم كهيئة العرب، فقالوا: يا أمير
المؤمنين ألحقنا بالعرب، قال: فمن أنتم؟ قالوا: نحن بنو تَغْلِب، قال: أولستم من
أوسط العرب؟ قالوا: نحن نصارى، قال: عليَّ بجَلْم، فأخذ بنواصيهم، وألقى العمائم،
وشقَّ رداء كل واحد شبرًا يحتزم به، وقال: لا تركبوا السُّروج، واركبوا على
الأُكُف، ودلُّوا أرجلكم من شِقٍّ واحد.
***
لأنها مخيرة في ذلك،
إما أن تلتزم بهذه الشروط، وإلاَّ فإنَّه يُنْتقض عهدهن، وحينها إما أن تُسلم،
وإما أن تُقتل أو تُسترق، فإن دخلت في الإسلام محبة فبها ونعمت، وإن تظاهرت
بالدخول في الإسلام عصمت نفسها.
قوله: «دخل ناس من بني تغلب على عمر بن عبد العزيز وعليهم العمائم...») بنو تغلب من قبائل العرب، ولكنهم دخلوا في النصرانية، فصار يقال لهم: نصارى بني تغلب، ومنهم الشاعر المشهور عمرو بن كلثوم صاحب القصيدة المشهورة، وهي من المعلقات، دخلوا على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بصفة لم يتميَّزوا بها عن المسلمين، فظن عمر أنهم مسلمون، فقالوا له: ألحقنا بالعرب، قال: ومن أنتم؟ قالوا: نحن بنو تغلب، قال: أولستم من أواسط العرب؟ فهم طلبوا من عمر أن يعاملهم معاملة العرب، فأخبروه أنهم نصارى، فحينئذ نفَّذ فيهم شروط عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فدعا بالمقص وقصَّ نواصيهم، واشتق
الصفحة 1 / 417
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد