×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

وهكذا جاء عن السَّلف، فروى الحافظ أبو طاهر السِّلفي في فضل العرب بإسناده عن أبي شِهاب الحنَّاط: حدثنا جبار بن موسى، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي، قال: مَن ولِد في الإسلام فهو عربي. وهذا الذي يروى عن أبي جعفر؛ لأنَّ من ولِد في الإسلام فقد ولِد في دار العرب، واعتاد خطابَها، هكذا كان الأمر. وروى السِّلفي، عن المؤتَمن الساجي، عن أبي القاسم الخلاَّل، أنبأنا أبو محمد الحسن بن الحسين التولخي، حدثنا عليّ بن عبد الله بن بشر، حدثنا محمد بن حرب النشَّائي، حدثنا أصحاب الأزرق، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن أبي هريرة رضي الله عنه يرفعُه، قال: «من تكلّم بالعربية فهو عربي، ومن أدرك له اثنان في الإسلام فهو عربي» هكذا فيه، وأظنُّه: «من أدرك له أبوان». فهنا إن صحَّ هذا الحديث، فقد عُلِّقت العربية فيه بمجرد اللسـان، وعُلِّقت في النَّسب بأن يُـدرك له أبوان في الـدولة الإسلامية العربية. وقد يحتج بهذا القول أبو حنيفة، على أنَّ مَن ليس له أبوان في الإسلام أو في الحرية، ليس كفؤًا لمن له أبوان في ذلك، وإن اشتركا في العُجمية والعَتاقة.

ومذهبُ أبي يوسف: ذو الأب الواحد كذي الأبوين. ومذهب الشافعيُّ وأحمد: لا عِبرةَ بذلك، نصَّ عليه أحمد. وقد روى السِّلفيُّ من حديث الحسن بن رُشيق، حدثنا أحمد بن الحسن بن هارون، حدثنا العلاء بن سالم، حدثنا قُرَّة بن عيسى الواسطيّ، حدثنا أبو بكرٍ الـهُذلي، عن مالك بن أوس، عن الزُّهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: جاء قيسُ بن حُطاطة إلى حَلْقةٍ


الشرح